هيفي قجو / خاص سبا
مرت الصَّبية من أمامي صارخة:
-
اتركيني بحالي، كفى تدخلاً بحياتي!
-
إياك أن تذهبي، لن أغفرَ لك قالت لها الأم.
-
وما الذي سأحظى به من «لا غفرانك» هذا...؟! لا يهمني...
قالت الصبية المتفجرةُ بالحركة ذلك، ثم أكملت طريقها نحو الغابةِ التي ابتلعتها كأفعى دون رحمة. تمتمت الأمُّ بكلام بالكاد كان يُسمع، ثم توجّهت إليّ قائلة: ضاع تعبنا، لم يستوعبنا البلد، ولا كانت الغربة خيرُ لباسٍ لنا! ألم يكن من الأفضل لو كنا لقمةً سائغةً للبحر...؟ تساءلت المرأة الأربعينية ومضتْ مكسورةَ الخُطا نحو غرفتها في الكامب.