-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

التغيير فنّ يمكنك تعلمه



بانكين عبد الله / خاص سبا


كل الناجحين الذين حققوا أهدافهم مروا بمراحل مفصلية اتخذوا فيها العديد من القرارات الحاسمة التي كان لها الفضل في نجاحهم قبل ذلك، وكان لكل مرحلة من تلك المراحل استراتيجية خاصة بها مكنتهم من تغير حياتهم وحققوا النجاح. فما كانت تلك الاستراتيجيات؟

كيف تغيير حياتك نحو الأفضل؟
أني على يقين تام بالرغبة الكامنة في نفوسكم بوجود جواب حقيقي للسؤال أعلاه؛ يكون قادر اًفعلاً على إشباع رغبتكم تلك،الباحثة عن الجواب.  لذا، وإدراكاً منا لتك الرغبة سنقدم لكم إستراتيجية تساعدكم قدر الإمكان في الوصول إلى ما تريدونه وتحقيق التغيير.

إستراتيجية الإدراك في التغيير نحو الأفضل:
الإدراك هو نصف الحل؛لأنه يجعلك تنفصل عن السلوك أو الفعل الذي تقوم به. والسلوك الذي سيليه سيكون ايجابياً لأنك ستدركه، لذا فهو يشكل أكثر من 55 بالمئة من التغير والنمو والتقدم في الحياة. لأنك إن لم تدرك لن تغير. وإن لم تغير لن تنمو بالشكل الذي تريد. وإن لم تنمو بالشكل الذي تريد؛ ستنمو بالشكل الذي لا تريد. وكل مشكلة ستواجهك في الحياة ستقودك إلى حيثما تشاء، لأنك لا تعلم أساساً بوجودها (وجود مشكلة) في حياتك وستقضيها بالشكوى واللوم وتتقدم فيهم.ونعني أن تدرك أن هناك خلل أو مشكلة ما في أحد جوانب حياتك سواءً الشخصية أو المهنية أو العائلية أو الاجتماعية أو الصحية أو الاقتصادية ...الخ، هي السبب في عدم استقرارها أو إحداث العقبات في طريق نموها وتقدمها بشكل سليم فتعمل على تغييرها.

طبعاً هناك استراتيجيات عدة للإدراك تختلف فيما بينها من صنف لآخر ومن نوع لآخر. لذا سنحاول أن نقدم قدر الإمكان إستراتيجية بسيطة وواضحة يمكنكم تنظيم حياتكم وتحقيق التغيير من خلالها والاستفادة منها بأفضل الأشكال الممكنة كالتالية:

·       أين أنا الآن؟

اسأل نفسك أين أنا الآن حتى تتمكن من معرفة الزمان والمكان والمستوى الذي أنت فيه في كل جوانب حياتك؛أين أنت الآن في مستواك الدراسي، الشخصي، الثقافي، العائلي، الاجتماعي، الاقتصادي، الصحي...الخ. لأنك إن لم تدرك أين أنت الآن لن تدرك إلى أين سوف تهذب.  ويعني هذا أنك تفتقد الوجهة لطريقك. وبهذا لا يمكنك الاستمرار بالشكل السليم، وستواجه الكثير من المشاكل خلال مسيرة حياتك. لذا؛ عليك أن تفكر بشكل جدي في جواب لهذا السؤال بأسرع وقت ممكن.

·       ماذا أريد؟

هذا هو السؤال الأهم الذي جاوب عنه كل الناجحين قبل ذلك حتى نجحوا في حياتهم، ويعني ما هو هدفي في هذه الحياة، فالحياة بلا هدف كمركب بلا دفه ستنتهي بها الأمر بالتحطم على صخرة ما. (حدد هدف حياتك واسعَ لتحقيقه).

·       أولوياتك:

من أهم الخطوات في إستراتيجية الإدراك هي معرفة الأولويات وترتيبها حتى تتمكن من الوصول إلى أهدافك وتحقيقها، ولتتمكن من ترتيب الأولويات عليك إتباع الخطوات التالية:
1.    أحضر ورقة وقلم واكتب عليها كل أمنياتك.
2.    اختر الأُمنية التي تستوجب تحقيقها في الوقت الحاضر.
3.    انتقل بين الأمنيات التي كتبتها واعمل على تحقيقها بالتدريج بحسب الأولويات والحاجة التي تستلزم تحقيق هذه الأمنية.
4.    ابدأ بالعمل على تحقيق الأمنية التي لها الأولوية دون تردد، وواصل التقدم فيها حتى تُحققها.
5.    راجع كل صباح ورقة أولوياتك وادعم نفسك بالتحدث الإيجابي عنها. (اقرأ أيضاً المفاتيح العشر للنجاح للدكتور «إبراهيم الفقي»).

·       كيف يمكنني الوصول إلى ما أريد؟

للوصول إلى الهدف هناك إستراتيجيات للوصول إلى ما أريد، ومنها.
1.    اعرف ماذا تريد (هدفك).
2.    حدد نقاط الضعف والقوة لديك؛ حتى تتمكن من تحقيق ذاك الهدف.
3.    قسّم الهدف إلى عدة خطوات.
4.    تقدّم نحو الهدف خطوة بخطوة.
5.    اعتقد بقدراتك وإمكانياتك... الخ.
6.    ضع جدولاً زمنياً لكل هدف؛ حتى لا يفقد أهميته ويتحول إلى روتين بعده.
7.    استعن بالصبر والكتمان في تحقيقه.
8.    واصل التقدم ولا تستسلم.
9.    قيّم خطواتك، عدلها، حسّنها، ضعها مرة أخرى في الفعل واستمر فيها.

·       ما هي صورتي الذاتية عن نفسي فيما أُريد (الثقة بالنفس)؟

الصورة الذاتية مهمة جداً ولها دور رئيسي في عملية الإدراك، فكيفما هي صورتك الذاتية عن نفسك ستكون هي مستوى إدراكك، وكيف ترى نفسك سيراك الآخرين.
لذا، ادعم نفسك دائماً وثق بقدراتك وإمكانياتك وحسن من صورتك الذاتية؛ لأنها ستنعكس على شخصيتك في الداخل والخارج ولدى عامة الناس وتشكل منظورهم عنك لأنك أن كنت مهزوماً من الداخل يجب ألا تتوقع النجاح في الخارج. وإن كنت لا ُتقدر نفسك فلا تتوقع التقدير من أحد. ولهذا؛ مستوى الإدراك متوقف على مدى تقديرك لذاتك واحترامك لها، لأنك إن لم تحترم أو تقدر ذاتك لن تدرك قدراتها وإمكانياتها أيضاً، وقد تشتكي من الكثير من الأشياء التي تتسبب لك بالمتاعب ولا تعلم كيف تتصرف فيها مع أنه لديك القدرة في التخلص منها والسيطرة عليها، ولكن تشتكي وتلوم وتتعب نفسك وتجهدها في محاولة التخلص منها بأساليب خاطئة ومن خلال طلب المساعدة من الخارج، وبذلك تنقل خصوصياتك وتنشرها في محيطك الخارجي وتزيد صورتك الذاتية عن نفسك تشوهاً لأنك لا تدرك قدراتك وإمكانيات وتعتقد أنها غير موجودة في شخصيتك، وذلك بسبب نقص تقديرك الذاتي لنفسك.

·       المطالعة المستمرة:

المطالعة بشكل مستمر تفتح لك الآفاق وتزيد من مخزون الأفكار والكلمات لديك وتدعم ثقتك بنفسك وبقدرات وإمكانيات. لذا، يجب عليك المواظبة على القراءة والمطالعة لساعة واحدة على الأقل في كل يوم (طالع فيما يخص هدفك أولاً). طبعاً نوعية وكمية المطالعة مهمة جداً لأنها مرجعية الأفكار ومخزنها لديك.

·       رؤية عن الحياة:

ما هي رؤيتك عن الحياة؛ تصورك لها؟
طبعاً رؤيتك عن الحياة وكما أسلفنا تتعلق وبالدرجة الأولى في (نوعية وكمية) المطالعة وهي التي تحدد مستوى إدراكك لأنها تشكل مفهومك (انطباعك عنها؛ مشاعرك أحاسيسك تجاهها) عن الأشياء المحيطة بك وتعطيك معان تواجه بها محيطك الخارجي وتبني معهم العلاقات وتترجم أفكارك ومشاعرك وتتشاركها مع الآخرين؛ وتمكنك من التواصل معهم بأفضل شكل ممكن. وبناء عليها (المطالعة) تنبي رؤيتك الخاصة عن شكل ونوع ومستوى ونظام ومنظور لكل شيء مادي ومعنوي في محيطك وتشكل نمطك الخاص والذي سيعطيك هوية تميزك بها عن الآخرين. فعدم وجود رؤية في الحياة يعني غياب الهوية والتي هي تعرفتك، فإذا لم تكن لك تعرفة لن يتمكن أحد من التواصل معك ولن تتمكن من التواصل مع أحد ولن يكتب لك النجاح أبداً. ففيما ستنجح أصلاً وأنت لا تعرفه؟!

·       مراجعة النفس قبل النوم:
وتكون بأن تجلب ورقة وقلم وتجلس مع نفسك في المكان المحبب لك (فراشك أو ما شابه) في المنزل؛ في المكان والزمان المناسبين وتصارحها بكل الأحداث التي مرت معك خلال اليوم بايجابياتِها وسلبياتها وتبدأ بكتابة الإيجابيات وتشكر نفسك عليها وتدعمها وتوعد بزيادتها وتحسينها بشكل مستمر، ومن ثم تكتب السلبيات وتعتذر لنفسك عنها وتسامحها عليها، (لأن البشر جميعاً خطاءين وأنت منهم). لذا، سامح نفسك وتقبلها، لكن بشرط، أن توعدها بعدم تكرارها وبذل الجهد الكافي في تغييرها، وقل لنفسك نعم لقد أدركت وسأغير هذا السلوك غداً فور أن أستيقظ من النوم. لِكي لا تتركها تضاف على شخصيتك وتضع لها حد؛ لأنك إن لم تفعل هذا ومع الأيام ستصبح هذه السلوكيات السلبية عادات تفعلها دون أن تدرك لأنها تكررت أكثر من مرة وأصبحت برمجة عصبية، أي تكييف عصبي يخرج تلقائياً في سلوكك دون تفكير. لذا، بهذا العملية أنت لم تعطيها فرصة لكي تصبح من البرمجة العصبية وجنبت نفسك من اكتساب تلك العادات السلبية، لأنك أدركتها ووعدت نفسك بتغيرها. ولا يعني هذا أن تكون هذه العملية كلامية وشكلية فقط. بل، أن تنفذ ما وعدت نفسك به خلال اليل؛ في الصباح التالي. وإلا.. لن تكون هناك أي فائدة منها بل وعلى العكس ستكون لها نتائج سلبية وعكسية على نفسك وستفقد ثقتك بها.

خلاصة القول علينا أن ندرك أمراً مهماً جداً وهو: أن عملية التغيير تلك ليست بالبساطة التي تتوقعونها والطريق إلى النجاح مليء بالعقبات والتحديات خاض غمارها جميع الناجحين قبل ذلك وليست مفروشة بالسجاد الأحمر وورود الياسمين، فبقدر ما تبذل من الجهد في الزمكان المناسبين تقدر مسافة تقربك من هدفك وتحقيقك للنجاح.

تعديل المشاركة Reactions:
التغيير فنّ يمكنك تعلمه

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة