-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

الشاعر «رشيد جمال» بين الحبّ والحرب، والألم والأمل



هاجر حسي (المغرب) / خاص سبا


ضمن الإصدارات السورية الحديثة، صدر للشاعر «رشيد جمال» ديوان شعر بعنوان «رسائل منسية على هوامش الحبّ والوطن» عن دار (فضاءات) للطباعة والنشر والتوزيع في الأردن. الكتاب من القطع الوسط، يقع في (112) صفحة، وكان قد تضمّن فصلين من الشعر الحديث: الأول بعنوان (رسائل منسية على هوامش الحبّ)، والفصل الثاني بعنوان (رسائل منسية على هوامش الوطن)، وجاءت العناوين الأخرى موزّعة بين الرحيل، الانتظار، الأحلام، الوداع، المسافات، الزمان، الحبّ، الضياع، الموت، الفراغ، الأرق... حيث جسّد الشاعر فيها أنواعاً من التراجيدية، كلوحات سوريالية، محاولاً الابتعاد عن الواقع، ويبحث عن ذاته الوجودية بين هذا الكم الهائل من المشاعر والأحاسيس، فهنا يجسّد مشهداً للانتظار قائلاً:


كتم ذاته وارتحل
والقارب منتظر
لربما يعود مع الغسق
أو بقي هنا كما ارتحل.

وهنا بقي الشاعر يحمل ذاكرة ذلك العاشق المتيّم، الذي يبحث عن معشوقته وسط الانتظار، وكان الميط مملوء بالفقدانات، حيث الحرب والقتل والجوع، لذلك يقول:

ما لكِ...؟
ترسمين الجنون
على خاصرة النسيان
فالحبّ والجنون شقيقان، توأمان
يلعبان معاً.

فعند الشاعر الحبّ والجنون صنوان، كونهما يقعان في زمن الحرب التي تولد النسيان والضياع، حيث يقول:

فلكِ قلبي
ولكِ الخيار
فالحُبّ أعظمُ من القصائد
وأكبرُ من قلب الإنسان
وأنا والرسائل
ما زلنا على هوامش الحبّ
نبحث عن عنوان.

فالحبّ عنده أعظم من كل القصائد، وهو الخالد الذي لا يضيع كما تضيع الرسائل والقصائد، وفي مكان آخر، بقي الشاعر منهمكاً في حالات انتظار لفجر الأمل والحرّية، حرية تبعد عنه وعن وطنه شبح الخراب والدمار، حيث يقول:

دمار..
موت..
رحيل..
خوف..

وهنا انهمك الشاعر بالبحث عن مخرج يتجاوز فيه هذه المحنة، كون الوطن بات مستباح من قوى الظلام والليل، لهذا وصف دمشق بقوله:

هل من أحدٍ هنا؟!
هل من أحد هناك؟!
ياسمين والميلاد أربعون
شمعة ذابلة
وبسمة في تجاعيد الانتظار
على أرصفة دمشق باكية
وفي الطرف الآخر دمعةٌ تروي أنوثة امرأة.

هاجر حسي - باحثة مغربية
وهكذا عبر الشاعر عن وجوده الذاتي من خلال حبّه لحبيبته وحبّه لوطنه سوريا المكتوية بالحرب، والقتل والدمار، إلا أن الشاعر بقي يعيش الانتظار والأمل، فمفهوم الانتظار ينطلق من قيم الوحي ومتطلبات القران، وهي تخاطب الإنسان وتحمله مسؤولية التغيير والاستعداد للتضحية، وعليه فان الانتظار يعطي بعداً مستقبلياً، حيث ينشأ علاقة تأثير متبادل بين نشاط الإنسان ومستقبله، فالمستقبل يؤثّر في الإنسان من خلال الانتظار، والإنسان يؤثر في المستقبل من أجل أن يكون المستقبل نتيجة عمل الإنسان ونشاطه ووعيه، لهذا يبقى الشاعر في دائرة الانتظار وهو يحمل أسمى القيم، ألا وهي قيم الحبّ للوطن والحبيبة...
  
تعديل المشاركة Reactions:
الشاعر «رشيد جمال» بين الحبّ والحرب، والألم والأمل

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة