هاجر حسّي (المغرب) / خاص سبا
(1)
تخاطبُني همساتُ أمّي
في مخيلة الكلمات
لتمنحَني هواجسَ من التمرّد
على أنين التفاؤل
فيعودُ بي الصباحُ
تحتسني قهوة،
وترسمُني الطباشيرُ
على لوح الأيام
وأستدعي نوارسَ البحرِ إلى نافذتي
ومرّة أستدعي غيمةً
تهطلُ في المرايا
وصوتك القادم من خلف الغمام
يذكّرُني برقصات المطر
وما زالَت أمّي تهمسُ لي:
كوني طفلة
كوني متفائلة.
(2)
لِمَ الحزنُ؟
لِمَ هذا الضباب؟
والصمتُ يتربّعُ عرشَ المساء
معانقاً ليلَ البحر الصاخب
الظلالُ تمضي نحو نفسها
بتعب مزركش
للحن الوداع
وكأغنية تائهة في المنفى
يأتي أنينُ بوحك من بعيد
كطائر نورس
سراباً
كحلم تطاردُني
في دهاليز الروح
كهذا العالم الفسيح
هكذا يناديني القلبُ؛
لعلّني أتحرّرُ من
هواك
وأمضي إليك في أحلام العابرين.
(3)
أرتّبُ الآن المساءَ
أرتّبُ دفاتري
وأوراقي المبعثرة في الدرج
لا شيء
سوى ضحكة العصفور
وابتسامة الأشجار
ترفرفُ أوراقَها بالشوق والانتظار
لا شيء سواك هنا...
وما تبقى من صباح
هنا...
حقول الروح يسرحُ
فيها ظلّك
وابتسامة
تحث خيمتي
ريشة طائر
لتتذكّر كلّ ما مضى
تحث لوعة الأشواق.