خاص سبا
صدر حديثاً عن دار خطوط للنشر والتوزيع في عمان رواية للكاتب السوري علي عبد الله سعيد، بعنوان (البهيمة المقدسة)، التي تقع في 300 صفحة، وهي من القطع المتوسط.
الرواية تتحدث عن تعدد وسائل وأدوات حكم الديكتاتورية لشعوبها في الشرق. ابتداء من الإرهاب الدموي، إلى السحر والشعوذة.
بعض أعمال المنشورة سابقاً للكاتب علي عبدالله سعيد:
1ـ اختبار الحواس/ 1993 جائزة مجلة الناقد للرواية/ لندن
2 ـ جمالية المتاهة / رواية / 1993 جائزة منتدى ابن خلدون / القاهرة
3ـ براري الخراب / رواية / 2000/ دار ارام دمشق
4 ـ هكذا مات تقريبا / مجموعة قصصية دمشق 1993
5 ـ موت كلب سريالي / جائزة اصدقاء الادب / دمشق 1996
من أجواء الرواية:
الكاتب علي عبد الله سعيد |
في.. ما بعد
أي.. حين تكون حشرات النسيان, أو الموت, أو التاريخ المصفّد بالأغلال والقهر والكذب قد أكلته.. أكلته كلّه. سيتذكره أحد ما وسيذّكر به الذين لم يسمعوا باسمه من قبل, أو الذين سمعوا باسمه و نسوه, أو تناسوه, كما نسوا أحذيتهم التي انتعلوها في زمن مال إلى الغيّاب كليّة, كما نسوا أسماء جداتهم وأجدادهم, وألوان بؤسهم, وقبعاتهم, وقمصانهم وشراويلهم الملونة, ومعاني كلماتهم البلهاء المداهنة المنافقة, أو غير ذلك وخلافه. أو الذين عاشوا طويلا, ثم خانتهم الذاكرة, ثم نسوا أنهم عاشوا, أوأكلوا, أوشربوا. إذ.. أنهم لم يعودوا يتذكروا شيئا من سماته, أو سماتهم أو سمات مرحلته الزمنية الممتدة امتداد الزمان من الحلزون الصلب المتكامل في أول التاريخ إلى العنكبوت المولود في العام 2005 أو المرحلة التي ازدهر فيها أكثر من غيرها. طغيان البلهاء, أو الذل, أو الخنوع, أو الكمّ, أو الهمّ, أو القتل, إلخ .. إلخ..
إلخ
أو الذين
أو الذين
لأنه..
في.. ما بعد
سيكون قد مات.. مات بما فيه الكفاية. منذ زمن بعيد.. بعيد.. كأنه لم يعش إلا قليلا.
قليلون هم الذين يعرفون تلك الحكاية إذن. حكاية تلك الحمير التي كان قطيعها يظهر فجأة في تلول الحمرات, ثم في وهاد النص, ثم في تشعبات الحكاية, أوالحياة السياسية على الأرجح لأمة.. من الأمم النشاز فوق الأرض. قطيع يظهر فجأة, فجأة, ثم يغيب فجأة.. فجأة. كأنه لم يكن في يوم ما.. قطيعا متكاملا من الحمير, أو كأنه لم يظهر فجأة في تلك الحكاية ثم يختفي في ذاك النص.