-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

تل حاجب " Tilêcbê‟



  بحث ومتابعة : صالح عيسى/ خاص سبا




تليجب. تله هجبة. تقع قرية تليجب في الجهة الشرقية من مدينة كوباني، على مسافة من (10) كم، وهي من القرى الأثرية.
عرفت تليجب (تله هجبة) نسبة إلى عائلة هجبة الكردية، التي كانت تسكن فيها، وعرفت لدى الدولة السورية باسم تل حاجب، تحريفاً عن الكردية تليجب وهو اختصار من تله هجبة.

تعتبر تليجب من القرى القديمة جداً في سوريا، وكان من المفروض على الجهات الرسمية أن تسجل اسم هذه القرية لدى منظمة اليونسكو؛ باعتبارها قربة تراثية وتكون مدرجة على لائحة التراث الثقافي العالمي، كون هدف المنظمة هو حماية هذا التراث والدفاع عنه والحفاظ عليه.

حيث نجد وسط القرية تل أثري قديم، ومرّ على هذا التل عدة حضارات قديمة كالآشورية، الآرامية، الرومانية، والعثمانية، ويتجلى ذلك من خلال العثور على اللقى الأثرية والتاريخية في التل ومحيطه، والبعض من هذه اللقى محفوظ في متحف حلب.
حيث كان هناك بعثة تنقيب فرنسية تقوم بالدراسة، وعثرت هذه البعثة على الكثير من الآثار من لقى أثرية وتاريخية، وكذلك أوانٍ فخارية مختلفة الأحجام والأنواع، كما عثرت البعثة على لوحة فسيفساء جميلة جداً، وعليها رسوم ونقوش حيوانية (غزلان، أسود... الخ). ولا نعلم مصير هذه اللوحة، هل هي في متحف حلب، دمشق، اللوفر، أم في مكان آخر. ناهيك عن الكثير من الأشياء الأثرية الأخرى.
مصطفى ميلك

توجد في الجهة الجنوبية من القرية على سفح الجبل مجموعة كبيرة من الكهوف، وتم العبث بهذه الكهوف من قبل الأهالي، حيث كانوا يعثرون على الزخارف والعملات القديمة والهياكل العظمية، ولكن أغلبها تم ردمها.
كان يوجد في الجهة الشرقية من القرية (قرافة)، والقرافة هي آلة لرفع المياه إلى الأعلى للزراعة ضمن حفرة بعمق حوالي (5) متر وعرض (3) متر.
تأكيداً لما سبق حول الاسم، من دون معرفة سكن تاريخ هذه العائلة في التل أو في محيط التل، بأن الذين يسكنون القرية ويقيمون فيها منذ أكثر من أربعمائة عام مضى، وهم من عشيرة الزروار، توارثوا ملكية هذه القرية من الأجداد والآباء إلى الأحفاد وصولاً إلى يومنا هذا بعد رحيل عائلة (هجبة)؛ بسبب خلافها مع القرى المجاورة لها .                                                 

رحلت عائلة هجبة إلى الشمال، وسكنت أطراف قرية «سويركي» في الجهة الشمالية من الحدود، ولهذه العائلة أكثر من سبع قرى هناك وهذا يفند بعض الروايات التي تدعي بأن الهجرة كانت دائماً من الشمال باتجاه الجنوب، حيث تبين لنا بأن الهجرة كانت تبعاً لفصول السنة بالإضافة إلى وجود مشاكل اجتماعية.

ففي عام 1926م قامت السيدة (Fatoka Besrawî – فاتوكا بصراوي) بعد وفاة زوجها ببناء هذا القصر في الصورة أدناه، وكذلك صورة السيد مصطفى ميلك، وكلمة (ميلك) تسمية عثمانية بمثابة مشرف أو جابي (رتبة موظف).

يحدها من الشمال قرية «كازكان»، ومن الغرب قرية «شيران»، ومن الزاوية الجنوبية الشرقية قرى «خراب بال، خراب حيل، وخراب كورت»، ومن الزاوية الشمالية الشرقية قرى «شَران، عليشار، وجوم علي»، وعلى القارئ أن يعلم بأنني أقصد شران وليس شيران، فقط للتمييز بينهما.

أراضيها سهلية، باستثناء الجنوب، حيث جيل تليجب، وهو جبل كبير وتربتها خصبة جداً للزراعة، وكانت تعتبر من القرى المروية لغاية التسعينات من القرن الماضي، والناس يعتمدون على زراعة القطن والذرة الصفراء والقمح، ولكن بعد التسعينات تحولت إلى قرية بعلية نتيجة لعوامل مناخية، حيث ساد الجفاف، فجفت كل الينابيع والأبار، وتحولت زراعتها إلى زراعة القمح والشعير والعدس والكمون.
يمر من وسط القرية طريق معبد قادماً من كوباني إلى الرقة، بالإضافة إلى طرق فرعية مفروشة بالبقايا، وعلى قمة التل إشارة طبوغرافية وضعتها الدولة السورية منذ مدة.

كانت في القرية مدرسة ابتدائية منذ السبعينات من القرن الماضي، وفي عام 2000م تم إحداث إعدادية فيها، وفي عام 2008م تحولت المدرسة إلى مدرسة ثانوية، وتخرج من هذه المدرسة مجموعة من شباب القرية في كافة المجالات العلمية، من الحقوق والطب والهندسة والآداب والعلوم الإنسانية والمعاهد المتوسطة والثانوية العامة.

يبلغ عدد سكانها أكثر من (2700)، حسب سجلات الأحوال المدنية لعام 2014م، وأغلبهم كانوا يقطنون في محافظات الرقة، دمشق، وحلب، ومدن أخرى، تبعاً للأعمال التي كانوا يمارسونها.
وهم من أصول عشائرية، كعشيرة الزروار، وهم من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية أباً عن جد، ويمتازون بعلاقات اجتماعية متينة فيما بينهم، وكذلك مع الجوار، وهم منفتحون في تعاملاتهم مع كل العشائر، حيث يسود بينهم وبين محيطهم علاقات المحبة والتسامح.

مقارنة مع القرى المجاورة، تعتبر قرية تليجب من القرى المحظوظة قليلاً، حيث هناك مجلس بلدي (البلدية)، وكان لهذا المجلس دور فعال لخدمة القرية، مثل تمديد شبكة الصرف الصحي وإنشاء مؤسسة البريد وتزويد القرية بخطوط هاتف أرضية، بالإضافة إلى شبكة الكهرباء وطريق بقايا غير معبد ضمن القرية.
وفي الجهة الشرقية من القرية على الطريق العام الرقة – كوباني هناك محطة للوقود (الكازية)، وكذلك مجموعة محلات تجارية، بقاليات وعددها أكثر من خمس محلات، ومحل نوفوتيه «ونوفوتيه كلمة فرنسية وتعني محل صغير لبيع ملابس متنوعة» ومحل تصليح وتصويج السيارات، وكذلك معمل لصناعة البلوك، وفي الآونة الأخيرة توقف عمل مجلس البلدي؛ بسبب اندماج البلديات، حيث تم اندماج بلدية القرية مع بلدية قرية شيران.


تعديل المشاركة Reactions:
تل حاجب " Tilêcbê‟

canyar

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة