لودي شمس الدين (لبنان) / خاص سبا
الغيمُ يمشي بخفّةٍ
على جفنيّ الفجر
يُفكِّكُ بشفتيه
البيضاويين سلاسل الشمس
دمعةُ الإوزّ في
بُحيرةِ الضباب توليباً وردياً
والكمنجاتُ
مُشبَّعةٌ بندى الخيال
المزاجُ طفلاً
يركضُ وحدَه في الغابات
مفتّشاً عن صوتِ
الغزالَ الذي يأكلُ البلوطَ الأبيض.
الغيمُ يمشي
بخفةٍ على جفنيّ الفجر
السماءُ تنحتُ
خواصرَ الأفقِ بسهر الشعراء
والطيورُ تحطُّ
على أغصان الشجرِ العطش
الذي ينتظرُ
رغوةَ الصباحِ الدافئة؛
ليرتشِفَ دقائقَ
الصبحِ مزيجاً من الصمت والشرود.
الغيمُ يمشي
بخفةٍ على جفنيّ الفجر
ووجعُ حبيبي
إبَر في كِبدي
وصوتهُ
المُتقطِّعُ رصاصٌ يثقبُ حنجرتي
الغيمُ عالِق
على جفنيّ الفجر.
طفلان شرِبا من وحل البُحيرة
عندَ آذانِ
الظهرِ
أسمعُ أنفاسَكِ
تلهَثُ خِلسةً نحوي
من أبعد مدى،
ومن خلف الغيومِ
المُتآكِلةِ بأسنان الشمسِ
أمامَ منزلكِ
الممتلئ بالأغراب
أفتحُ بابَ غرفتي
بذراعي
وأقبِضُ على
الهواء تحتَ قميصي الأسود
فتحطُّ فراشةٌ
زرقاءُ عندَ عتبةِ الدموع
ويتكسّرُ الضبابُ
الآتي من بين خطوطِ كفيك
فوقَ وجهي
ليُصبحَ ماءً ودُخاناً
آهٍ يا أمّي!
العارُ يطبقُ فمَه
على أكوازِ الرُّمان
والسماءُ تخدُشُ
منزِلاً حزيناً في الجنوب
يفلَحُ عليه
الوقتُ بأسى
لِتشقى الطيورُ،
ويصفرَّ النعناع
طفلان مرَّ
عليهما الضوءُ الهزيلُ
وشرِبا من وحلِ
البحيرةِ، ولم يكبرا
كبِرتِ الطحالِبُ
فوقَ قدمي يا أُمَّاه
والتصقَتِ
النجومُ شاماتٍ ملونة على كتفي
ولم أكتفِ
بمعصمِ القدر الخشبي
فسأعبرُ نحو
الوادي
نحو الصحراء
نحو البحر
ونحو الغابات
وأعودُ إليكِ يا
أمي
مُحمَّلة
بالغياب