-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

علبلور


 

بحث ومتابعة: صالح عيسى

 

تقع قرية علبلور إلى الغرب من كوباني بحوالي 4 كم، وهي من القرى الحديثة جداً، سميت بهذا الاسم نسبة إلى تل علبلور الصغير، الذي يقع في الجهة الغربية من القرية، حيث كان يجري (قبل 70عاماً) من أسفل التل جدول ماء رقراق (صافي) إلى درجة تشبه المرآة أو البلور، ويقال بأنهم عندما كانوا يقصدون الجدول لغسل الصوف أو الأشياء المنزلية الأخرى كانوا يقولون (على البلور)، لأن الغسل هناك يعطي للغسيل نظافة ونقاوة أشبه بنظافة البلور، ونظراً لاستخدامها بشكل متكرر حرفت إلى علبلور (هكذا ورد المعلومة).

 

لم يتعرض اسم القرية للتعريب بسبب عدم وجود اسم لها لدى مديرية الأحوال المدنية، النفوس، حيث أن قيود سكانها ما زالت على قيود قرية مزرعة عامود لذلك نرى:

-        اسمها لدى مديرية المصالح العقارية (علبلور).

-        أما لدى مديرية الأحوال المدنية أو النفوس (مزرعة عامود)، مزرا عبروش.

 

تعتبر علبلور حديثة العهد، حيث لم يتجاوز عمرها 90 عاماً، ففي مطلع الثلاثينات من القرن الماضي خرج خمسة إخوة من قرية مزرعة عامود (مزرا عبروش) ودشنوا قريتهم علبلور في الموقع الحالي لها وحينها كانت غير مأهولة، وهم أجداد السكان الحاليين للقرية، ولكن هناك ما يشير إلى أن القرية كانت مأهولة بالسكان خلال فترة معينة دون أن نتمكن من معرفة الأقوام الذين سكنوا فيها وهذا ما تؤكده القبور التي تعود لغير المسلمين حيث أن تلك القبور كانت بشكل طولاني نحو الشمال والجنوب، والتي تقع ضمن خربة القرية من الجهة الغربية، وكذلك وجود كهوف غير مكشوفة في الجهة الغربية على بعد 300 متر من القرية، حيث أن هذه القبور والكهوف بحاجة إلى التنقيب لمعرفة المزيد عن الذين مروا من هنا أو سكنوا فيها.

 

يحدها من الشمال قرية مزرعة عامود (مزرا عبروش)، ومن الغرب قرية جقور غربي، ومن الجنوب قرية ميناس، ومن الشرق مدينة كوباني.

أراضيها سهلية ومكشوفة من الشرق حتى كوباني ومن الشمال حتى مزرعة عامود ومن الجنوب حتى ميناس، أما في الجهة الغربية هناك هضبات قليلة الارتفاع ثم يلي هذه الهضبات الجبال حتى قرية جقور.

 

القرية (كانت) من القرى المروية، ولكن نتيجة التغييرات المناخية من شدة الحرارة وقلة الأمطار تحولت معها إلى قرية بعلية مثل أغلب القرى المجاورة لها.

 

والآن يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى مثل القمح، الشعير، العدس والكمون، وكذلك يعتمدون على الأشجار مثل الزيتون والفستق الحلبي وكروم العنب.

 

يمر من القرية طريق بقايا غير معبد قادماً من قرية ميناس وبقية الطرق  هي ترابية.

 

تمعنوا في الصور أدناه خاصة المدرسة، والتي كانت بمثابة المنارة للعلم والتعليم إحدى هذه الصور للمدرسة قبل تدميرها والأخرى مع السيارة بعدها، لقد كانت هناك مدرسة كبيرة وحديثة إنها (ثانوية علبلور)، والآن تحولت إلى أنقاض، وحرم بذلك جيل كامل من التعليم بشكل علمي مدروس وما بقي في القرية من الأهالي يرسلون أبنائهم إلى مدرسة قرية ميناس أو إلى مدارس كوباني.

 

مع ذلك تخرج من هذه القرية بعض أبنائها وأولهم الصيدلاني الشهيد (عبدي نعسان – ديرسم)، وكذلك بعض الشهادات الجامعية الأخرى في مختلف المجالات العلمية الطب، الهندسة، العلوم، الآداب والعلوم الإنسانية والمعاهد المتوسطة والثانوية العامة.

 

هذه المدرسة أصبحت من الذكريات الجميلة لجيل من الأجيال القرية، ولكن هذه الذكريات تحولت إلى أمل جديد لجيل جديد، هنا نود أن نقول لا لبناء ذكريات على أنقاض الذكريات، بل لبناء المدرسة؛ فالمدرسة ستبني الإنسان والإنسان سيبني الوطن.

 

يبلغ عدد سكانها أكثر من (650) نسمة، وهم من القومية الكردية، ويتكلمون اللهجة الكرمانحية أباً عن جد، ومن أصول عشائرية كعشيرة قره كيجي فخذ زنكليان، وإن الشهيد عبدي كان أحد ضحايا الفكر العشائري ولكن استشهاده كان سياسياً بامتياز؛ لأنه (الشهيد) كان يناهض الفكر العشائري ويدعو إلى التحرر من هذه العقلية، والمؤسف تم استغلال هذا الموقف من قبل السلطة التي عرفت كيف تستغل الوضع بيد الكرد.

يمتاز أبناء القرية بروح التسامح والمحبة والتفضيل العام على الخاص وهذه الميزة نفتقرها.

 

لا توجد أية خدمة في القرية باستثناء شبكة الكهرباء وطريق بقايا من البحص العادي.


 

تعديل المشاركة Reactions:
علبلور

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة