-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

حبّ في المنفى

 


أفين اوسو / خاص سبا

 

ذاتَ خيبةٍ

فوقَ ركامِ مرآتِها... تخطو

والفراشي بأصباغ ملوّنة بقيعان أدراجِها... تشكو

ترجُّ الأجفانَ من ثقلها،

والشفاهُ حَبّةُ خوخٍ، إليها العيونُ... تحبو

خصلاتُ شعرِها الذهبيّ المستعارِ على أكتافها... تحنو

تتقي العمرَ المفترشَ على وجهها... أن يغفو

عن ذاكرتها تنفضُ هولَ الحربَ، وحَصاةَ البحرِ

لتنعمَ برفاهية قارّةٍ عجوزٍ، وحرّيةِ تعرٍّ.

تتنقّلُ بينَ المقاهي،

تلقي شباكَها بينَ الطاولاتِ؛

لتختارَ فريسةَ هذا العشاء.

 

رجلٌ أكلَ صدى الجراحِ مُحيّاه

يضمدُ جرحاً راعفاً بالكتابة

يُحاصرُ حزناً يُحاصرُه

بصحبة نبيذٍ

دواةٍ

ومحبرة.

 

مرّتْ،

تعزفُ نشيدَ أنوثةٍ نرجسيةٍ؛

لتشدَّ أوتارَ قلبَه...

هو لا يبالي بها، منكبٌّ على شرشف الورقِ

يشهدُ مخاضَ ولادةٍ عسيرةٍ

لروحه والقصيدة...

أغراها صمتَه وأصابعَه النحيلة

اقتربَتْ منه، ولفافةُ تبغٍ بينَ شفتيها

تسألُه عن شعلة تطفئُ حيرتَها،

وتبسطُ بالسؤال بقايا رجولةٍ.

جلسَتْ أمامَه تلفُّ ساقاً على ساق

تهشُّ بعَصَا أنوثتها خرافَ كلماتِه.

هو يراودُ جروَ قلبِه؛

حتى لا يقتفي أثرَ عطرِها

يقمطُ أوراقَه، ويمسحُ الطاولة

خشيةَ مواجهة جيوشِ شاماتِها المبعثرة...

هو نجمٌ تائهٌ في مرمى مجرّاتٍ سماوية

هي بنعناع أنفاسِها تبخُّ نتوءات وجهِه رزّازاً من دخانها؛ لعلّه من غفوته... يصحو

وكأن ثغرَها سنجوبٌ يقضمُ ما أودعَه ذاتَ شتاء

تسفكُ بندقاً وجوزاً من مائدته، وفي غسق عينيه... ترنو

عساها سادِنُ ضريحِ قلبِه ترشي.

هو يصمتُ ويصفعُ الأبجديةَ... حرفاً حرفاً

حين تسألُه كيف حالُك؟

يضاجعُ الارتباكُ شفتيه:

«وحيدٌ أنا على حافة الهاويةِ، لينزَّ وتَرَك عني، ولا ينزُّ جراحي العاتية».

 

يصمتْ

يصولُ حنطةَ الكلمات

تنفخُ برماده قائلة:

تبدو أنيقاً هذا المساء.

هو يبتسمُ، ويفرُّ منه حاءٌ، يتوسّطُ ألفاً وباءً منتهياً بموكب كبير، بكسرة الكاف (أحبُّكِ)

لتحلّقَ الحمائمُ من قلبها، وتحطَّ على غصن اعترافِه

يفردُ أضاميمَ خسائرِه

ويخبرُها بأنه مدينٌ لها بحياته

حيث كان يخطي وصيةَ انتحارٍ قبلَ مرورِها

وأنه نمرٌ مطعونٌ ينزُّ في كهوف المنفى.

يفتّشُ عن فردوس بقلب أنثى

وذات اعترافٍ ركعَ لها في المقهى

يرفعُ خاتماً مرصّعاً بالأماني

لعصفور قلبِه يطلبُ مجثماً، ولسيوف أحزانِه غمداً

هي ترفضُ العرضَ، وتخبرُه بأنها لا تجيدُ الطبخَ، ولا تنفعُ لجيناته أن تكونَ حاضنةً، ولرجل شرقي جاريةٍ...

وما هي سوى عابرةُ سريرٍ

لعلاقات عابرة.

 

 

1 تشرين الثاني، 2020م

فيشتا – ألمانيا

الاسمبريد إلكترونيرسالة