عن دار «المثقف» في العاصمة العراقية بغداد، وفي (100) صفحة من القطع المتوسط، صدرت المجموعة الشعرية الثالثة للشاعرة التونسية «سماح بني داود» حملت عنوان «وطن شاهق في الخواء».
وصرّحت بني داود لموقع «سبا» الثقافي أن لوحة غلاف المجموعة التي تضمنت خمس وعشرين قصيدة هي الفنّان التشكيلي الجزائري «خالد السبع»، والتي تعتبر المجموعة الثالثة لها بعد مجموعتي «نار حطبها ثلج» و«خمائل حالمة».
وقدم الكاتب الجزائري «الطيب صالح طهوري» المجموعة قائلاً: «هذا العنوان العميق يحيلنا إلى التفكير وطرح مجموعة من الأسئلة: ما هو الوطن؟ وما هو هذا الوطن الذي تعنيه الشاعرة هنا بقولها الشاهق في الخواء؟ هل هو الوطن الذي يرتبط بذلك الحيز الجغرافي الضيق الذي تحكمه الحدود أم هو تلك المجموعة الواسعة من الأوطان التي لا تحدها حدود؟».
وأضاف طهوري: «الأوطان الواسعة التي تعيش دواخلنا بأشكال مختلفة، ومعاناة مختلفة، قصائد تصور وطن اليتيم الباكي ووطن الأرملة ومعاناتها، وطن الشاب المهموم الذي يموت غرقاً، وطن المثقف الذي لا يجد طريقه ولا مكانته، وطن المحب للوطن الذي يموت ظلماً، وطن المقهور والمظلوم والذي يعيش بلا حياة تكرمه».
وأكد أن في قصائد بني داود ارتبط الوطن بالإنسان فكان الأم التي تحتضن أبنائها وكان الحبيب الذي لا يفارق حبيبته وكان الأرض التي يحز في أنفسنا فراقها، وكان الملجأ والبيت الذي يحوينا رغم هشاشة سقفه وبرودة جدرانه هذا الوطن الذي تتوسله الشاعرة كي ينحني في حضرة أمها حتى تكفكف دمعها وتمتص وجعها فتقول «ليتك تنحني يا وطني ولو مرة في حضرة أمي».
ومن قصائد المجموعة النثرية للشاعرة قصيدة «وشاية حمامة» قالت فيها:
جميعنا لقطاء وطن
خلقنا من أتربة السماء
أمطرتنا ذات يوم غيمة اعتادت البكاء!
جميعنا لقطاء أرض
أنجبتنا على لحاف برزخ يابس
بين شقوقه نعيش ونضحك
نجدد للشمس بياضها
ونتأرجح بين فجر وسواد
جميعنا لقطاء
غرباء بين صحراء وبحر
لا الجبال ترفعنا ولا الأشجار تطعمنا
نتوسد نخب هزائمنا ونرقص!
نقتفي أثر الحمام المذبوح،
نتبعه حيث أحلامنا الشاردة
فيهدل
لسرق خطواتنا
وأنامل خلقت لتكتب
نحن غرباء عن الموت
عن الحياة
ننصب مشانق للقهر
نسجن العتمة ونستنسخ النور.
لا نبالي بجفاف حناجرنا،
ننفخ الرماد فيزهر البنفسج على شفاهنا سلام.