recent
جديدنا

تجلّيات الأنا الأعلى

الصفحة الرئيسية

 


أحمد مسلم 


حينما غادرت

 كانت أناي العُليا قد صرخت بوجهي 

أن يا بُنيّ 

لا تستحثَّ خُطاك إن لم تنتبهْ هي

 إلى أين يُسيُّرُها الضياع

وللحظةٍ .. ..تلعثمْتُ ..سقطْتُ ..ثمّ  نهضْت 

بعد أن 

تعثَّرَتْ قدمايَ بحجارةٍ مبعثرةٍ 

لا تدري لماذا هي هنا ؟!!

دون أن تكون  في حيازة  ذلك البستانيّ

حول عرزاله  

على أطراف قريتي المهجورة  

علّه يبني بها كوخاً لحمائمِهِ المهاجرة 

إثرَ خديعة الطبيعة السنويّة 

  أو يمكن أن تقيهِ من نزلةٍ عابرة 

 

  من نبش رماد الذاكرة 

    فلا حدودَ  تملأُ الفراغات بينَ  

غيمةٍ كاذبةٍ وأخرى ماطرة 

   ... 

ما لهذي الأنا لا تفتأُ ؟

 تثورُ ولا تهدأُ 

 

لا يُعجِزُ عزيمتَها ذلكَ الغدُ الملتحفُ بالضباب

فلربّما  عبثَتْ باستراحةِ محاربٍ مُتعَبٍ 

  من قهقهة الجند الساهرين 

حولَ خيطٍ رفيعٍ يغزلون منه أغنيةً 

قد تحتاجُها حبيبتُهُ المنتظرة

لتقضيَ ليلَها تسامِرُ حلمَها النائم 

في يسار صدرٍ قد يخترقُهُ سهمٌ طائشٌ 

إذ يحدثُ أن تنكرَ المسافاتُ البعيدةُ  وعدَها 

  وحينَها ..تُرَى 

كيف سيمكن للنُّبْلِ أن يتأمّلَ الحِياد هادئاً ؟

فالغَرقى المتكوّمون أسفلَ القوافي

 لم يكونوا ليغرقوا

لو أجادوا القفزَ ساعةَ كانوا غافلين 

تلك الغافلةُ كانت قد سمعَتْ قبلَ أمس من برجها 

أنّ المسافرين لم يعتادوا

 أن يمكثوا في القلوب  طويلاً

  لأنّهم دوماً يترقّبون خطوطاً ملتويةً تلوح  

من ثقوبِ جدرانٍ مطليٍّةٍ بكلّ ألوان الهُراء


google-playkhamsatmostaqltradent