-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

في الوداع الأخير




جان بابيير 


اصطحبني الألم للتنزه قرب الشاطئ؛

تثرثر الأمواج مع أحزاني القديمة كجرح جديد

للفراق رائحة الأجساد المتعفنة والسمك المتفسخ

و نحن تبادلنا الحديث عنك 

قبل أن يغرق المساء في البحر بمزاج مهزوم

و قبل أن ينتفض الوجع في رواية قرأناها معا. 

أدثر جملتك الأخيرة لتنام في قلبي 

أنتظر الصباح

أعد وليمة لقلوبنا الفارغة من لقاء مليء بالحسرة

أشعل قصيدتي فأنا أشعر بالبرد من دونك يا سيدتي، 

أدفع بجسدي إلى بساتين الفجر 

وألامس فصول التفاح 

أحدّث الشراع الذي أخذك عنّي مسافة قبر 

كيف حولتني إلى شاعر

وكيف تقطرين من أناملك لوحات تنزف الخوف؟ 

 أسند أخطائي بلزوجة الليل  

وأسلّمها لأحضان الريح

أفتح قلبي مائدة للسكارى والعابرين 

علّهم يقتاتون من دموع أغانينا

 أنتظر الصياد يرمي شبكه ويصطاد وحدتي 

وبائع السمك وأخبار الصباح،

أغلق النافذة على البحر

 تهب ريح تأتي معها رائحة توابل 

تخبرني جارتي العجوز من جريدتها أنكِ رحلت 

وتحدّثني عن أدوية زوجها

فأعانق وحدتي وأركل ثرثراتها، 

من يسند سقوطي

ويخرج الوحل من حلق حلمي؟ 

أترك خيالي في الحي البعيد 

وأقترب من قنينة العرق 

نديمي الكلمة ،أسقيها وأسقيني 

أزفر الكحول وأستنشق البحر 

أطيل النظر في الغياب 

قبل انزياح القمر عن مقصورة الليل 

سنارة الصياد تلتقط المعنى 

الرب يرمي الوقت كنرد على الطاولة، 

إنه يقامر بنا

في وجه البحر أنا وقنينتي أتجرع  النهايات،

كيف أنصح الهواء

أن يحمل أنفاسك إليّ  

لأخبئ آخر رغبة لي تحت الرمال 

لا، لا رغبتي حاضرة لأنضجها على نارك

وأعود للسرير الخالي في البيت؛

سريرنا المليء بأنفاسك.

*   * * * 

أسرق لغة الزبد  

 أتدثر بك من البرد وأحتمي بالنار 

 الصباح يأتي بقدميه العاريتين ليتحدث عن الغرق، 

إنه يفتح أشرعته للريح

وأنت هناك في عرض البحر 

ترافقك طقوس الفراق وتمائم النوارس.

يمر يوم آخر 

مازلت أشعل موقدا في الليل

وأعود معك إلى الشتاء الفائت حيث كان لنا الكثير من النبيذ والنار 

و حساء من نص لذيذ،  

لو لم يخطئ سكينك عنق حلمي

و لو لم يتجنب الحلم الطعن 

لنزفت جرحك حد موتي. 

صوتك لا يفارقني 

أحتسي دفء همسات بعيدة

لم أعرف بعد المسافة بين جثة الوقت والحلم 

أتذكرين أعشاش العصافير فوق الشجرة؟ 

مازالت تزقزق أناشيد اللوعة. 

تحسستُ يدي التي لامست فخذيك 

وبكت يدي

تركت لي كثيرا من التجاعيد،

ورغبة صغيرة في جيب رجل خمسيني

 كفقاعة الزبد تطفو للسطح

ها أنا في ليلتي الخامسة أجالس البحر

كلما حاولت تدويننا

موجة، موجة كجنون قصيدة نثر .

وها أنا أراقب الزبد ولهو السمكِ، 

أنصتُ لأمواج داخلي 

وأغرق ..........فيكِ.

تعديل المشاركة Reactions:
في الوداع الأخير

can

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة