جان بابيير
فقدتُ المسافات بين نبض قلبي
و خطواتك نحو الرحيل،
أجلس على عتبة الندم
الطرق خاصمتني
لا أعدو بعيدا
كمقعد مُدمِن
أعيش من خساراتي العديدة،
أرمي نردي وأقامر بظلّي فوق المائدة
مع بكاء الناي،
أرتب اللحن على النواح،
هذه اليد مثخنة بمصافحتك على هامش اللقاء
ركلت بعيني حقيبتك الدامعة
واتكأت بخاصرتي على حاجز البعاد
بعدك سكنتني حانة من الليل
وطبعت على شفاه الكأس قبلة
مسحت بصمتك وأثر شفاهك من جدار القدح،
بقايا فرح تصيبني بها دوار ابتسامتك
على ماذا أدوزن أصابعي ؟
أعلى مدّ فِراش الخيبة ؟
أم علی شكل عينيك وملح الولادة ؟
بعد خسوف موعد،
خلف المسافة
بدأت بترتيب معطف كلماتك الطويلة في خزانتي،
ومُقبّلات أحاديثك القصيرة فوق الطاولة
دموعك المُعتَّقة على رصيف المحطة
ضاعت فيها طفولتي
وانكساراتي العجوزة،
بنظرة عرجاء منك خلف نافذة القطار
كنت محشوا بالبكاء وجمل مؤجَّلة
من حكايات أمي،
كانت تحمل في يديها حكمة مُحنّاة
من الذي رتب الأحذية للسفر،
وقلب مثل سكة يسير عليها قطار الفراق؟
سُحِقتُ في مدينة غريبة عني
ولغة تنفض غبار أنّاتها
كم محطة تلزمك،
وكم هزيمة تكسرني!
لا أذكر المرّات التي سرقت منك القلب
و وضعت كلماتك الغبية في إناء الذاكرة
أرويها بالحفظ من النسيان
وجدتني ككأس ممتلئ بك و مرميٍّ،
مثل كرسي في زاوية حانة
أبقى أرثيني على الفقدان
حتى لو لم أمُت،
اقتطعتُ أخمص بندقيتي من شجرة بدلاً منها أئن،
فوهتها تزأر بالموت
والناي جاء من نفس الغابة
لكن مثلي ينوح على الأصل،
حيث لا عزاء.
أيا جنية العمر الطويل
اصبري على لعنتي!
قد يصلك عواء الجوع
مسافة قبرين
وسكّتي حديد تحمل صفير الوداع.