ملحمة فرهاد وشيرين

حنين الصايغ

 

1

لو أن عيوني ترى أقل

لما شددتُ يد الرجل الذي

لم يقوَ على قطع شجرة

وناديته أبي

كان أكثر رقة من أن ينجب

وأن تشد فتاة صغيرة يده

وتناديه أبي. 

لو أن عيوني ترى أقل

لما عرفت أن لا حبيبة له.

 

2

النساء حين ينجبن

 يصبحن أمهات فقط

والرجال بعد الأبوّة

 يبقون رجالًا.

مرعبٌ أنْ لا أعود امرأة

وأن يكون لي أبٌ

يستطيع أن يقطع شجرة

أنا سفيرة الأشجار

لهذا لا يخيفني الموت.

حين يحتضنني التراب

سأرحل في الجذور

باتجاه الضوء.

 

3

ولكنّي أخاف على صدري

منذ احتضنتُكَ أصبحت أخاف

على مصير صدري

كيف لا تغصّ الأرض بصدور النساء؟!

أفهم أن يقتات التراب على أي شيء

إلا على صدر امرأة

صدر المرأة ذاكرتها

ودمها الذي لا يصيّره الموت باردًا

صدر المرأة بصمة جبين حبيبها

والبصمات لا تموت!

 

4

لا أحلام في الجنة

لا خيبات

ولا قصائد

الإنسان هناك مجرد رقم

من يستطيع العيش بلا رغبات؟

قد نرغب بأن نرغب

أو نرغب بألّا نرغب

ولكنّ اللاشيءَ

ليس بمتناول من له جسد.

 

5

الذي ربط فكرة الجري بالسيقان

لم يفهم شيئًا من عبرة النهر

كيف أخرج من صدري؟

هناك ضوء كثيف في الخارج

والجسد وحيدٌ، أثقل من أن يعبر.