حسام الساحلي
دليل
ولدتني أعمى.. حدّثتني بأبجديةٍ من نور..
عطر ثيابها بوصلتي.. شدّت على يدي.. مشينا طويلاً.. رحلت قبل نهاية الطّريق.. مازلت أمشي ممسكاً طرف ثوبها.
توقٌ
استيقظَتْ من التّخديرِ؛ لم تجدْهُ على
ذراعها! توسّلتْ إليهم أن تراه؛ أخذُوهَا.. فوقَ ترابِ قبرهِ سبقَتْ قطراتُ
الحليبِ دموعَهَا.
أمانة
تكوّرَ على نفسهِ يبكي من البرد في دار
المُسنّين.. دخلَ عليه موظفٌ قديمٌ: أمّكَ التي توفّت هنا وحيدة تركت لك عندي هذا
الغطاء.
مسافات
تهزُّ أرجوحتهُ بحنانٍ.. تقفزُ أمامهُ
بخفّةٍ ليضحك..تنقطعُ أرجوحتهُ.. يسقطُ شابّاً في حضنِ زوجته.. ما تزالُ حِبَالُ
أرجوحتهِ الغضّة تهزُّ ذاكرتها في دار المسنّين.
حنين
أدرتُ مفتاحها.. ضجّتْ بالموسيقا
والضّوء.. عدوتُ وراءها بفرحٍ.. تعثّرتُ بالمشيب.. سقطتُ في حضن أمّي..خيّمَ صمتٌ على قبرينا..
مازالت اللعبة تدور.