-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

«حُفاة الديار» رواية جديدة للكردي «خليل جابو»

 


صدرت عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع – مصر، رواية جديدة للروائي الكردي «خليل جابو»، وجاءت بعنوان: «حُفاة الديار». رواية يتّبع فيها الكاتب سيرة الإنسان السوري مع السكنات العسكرية وثقافة «البوط» العسكري والقرارات الجائرة من ضبّاط فاسدين بحقّ جنود – وتحت ضغط قراراتهم – لا يملكون سوى لغة ضرب الوطنيات أمامهم.

 

تقع الرواية في مائة وأربعين صفحة من القطع الوسط، بفصولها السبعة والمعنونة على الشكل التالي: «فقر يُساق نحو هيمنة الرُّتب – عبارة واحدة... تحوّلنا إلى شبه إنسان – لم يكن خاروفاً! لم يكن خاروفاً! – عالم الضبّاط... عالم من قَرَف – جريدة: هكذا يحرّرون الوطن، هكذا يدمّرون الشعب – الكاميرا: عدالة ممدّدة في تابوت، حقّ مقيم في القبر – العجوز ومالبورو».

 

تتكلّم الرواية عن واقع الجيش السوري والمخابرات قبل الثورة السورية، وبالتحديد بين عامي (2002م و 2005م)، حين اعتقد الشعب أن الرئيس الجديد سيقوم بحملة إصلاحات ديمقراطية تمنحهم حقوقهم المسلوبة زمن والده، لكنه لم يغيّر شيئاً، وزادت الأمور أسوأ من ذي قبل.

 

الراوي وبحسب الكاتب هو شيرو الكُردي الإيزيدي، حيث كُتبت بصيغة الأنا، لاستطاعة الكاتب الاقتراب من التفاصيل بأكبر قدرٍ ممكن. هي ليست سيرة ذاتية؛ الجنود الخمسة أبطال الرواية هم غير موجودين في الواقع، لكن إن خَدم أحد ما في الجيش السوري قبل الأزمة سيجد نفسه في إحدى الشخصيات الخمسة – تمثّله قلباً وقالباً – التي قام الكاتب بصياغتهم بالطريقة التي تناسب أغلب الجنود في ذاك الزمن.

 

وفي تصريح خاصّ لموقع «سبا» الثقافي قال خليل جابو: «حُفاة الديار عنوان يحمل بين صفحاته معنى يعكس النشيد الوطني السوري «حُماة الديار»؛ لأن الواقع لم ولن يكون الجيش الذي لم يقاتل في عهد البعث أي دولة غير شعبه يكون حُماةً لأهله، بل هم حُفاة الديار، يسيرون فوق جثث الشعب كما لو أنهم جرّدوا من كل الأخلاق والصفات الإنسانية. فلا ضير لحُفاة الديار من سحق الشعب إن اقترب أحدهم من الرئيس، فتمجيد وتعظيم الرئيس أهم من الذات الإلهية، فلا مانع من الإلحاد في زمن البعث، لكن ستكون من المغضوب عليهم إن أشركت بالرئاسة لغير أحد من عائلة الأسد».

 

وأوضح جابو: «في الرواية أغلب التفاصيل الرشاوي والسرقات والمحسوبيات التي كانت تحصل زمن البعث. اقتصرت في ذكر النقاط الأساسية من استغلال الضبّاط للجنود واستخدامهم لأغراض شخصية، لكن من الأكيد لن أستطيع أن أتكلّم عن كل ما يحدث في سوريا قبل وبعد مجيئ بشار الأسد، وقبل وبعد الثورة، لأن الرواية والمآسي لن تنتهي حينها».

 

وأردف: «أبطال الرواية هم:

عَذّال الشاوي: من المنطقة الشرقية.

جورج المسيحي: من المنطقة الشمالية.

وليد السنّي: من المنطقة الوسطى.

علي العلوي: من منطقة الساحل.

وشيرو: الراوي الكُردي الإيزدي.

إذ تقصّدت أن يكون أبطال الرواية من قوميات وخلفيات ومناطق مختلفة لتوجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح؛ إن الشعب لا علاقة له بما كان يحصل من فوضى وفساد، وكما يقول المثل الشائع «الخط الأعوج من الثور الكبير». ومؤسّسات الدولة المدنية والعسكرية كبرت وترعرت في حضن فساد النظام».

 

وجاء على خلفية لوحة الغلاف الاقتباس التالي:

«أخذوا عَذّال وخرجوا، ذهبنا إلى مكتب المقدّم سمير بعد أن تأكّدنا من ذهاب عناصر الأمن من الكتيبة، دخلنا إلى مكتبه لنستفسر عن سرّ الصورة، «كما تعرفون، إن الدخول إلى مدينة القنيطرة تتطلّب هوية من مواليد المنطقة، أو بتصريح أمنيّ من المخابرات، وفي السابع عشر من نيسان، كلّ عام في عيد الجلاء يسمح لجميع الناس بالدخول إليها، حتّى السواح، لا حواجز للمخابرات ولا أحد يسأل من أين هو، ومن بين الناس الذين أتوا لزيارة القنيطرة كان هناك مجموعة من السائحين الأتراك، مرّ الباص الخاصّ بهم من أمام كتيبتنا، كان هناك صحفي في الباص من جريدة (صباح) التركية ومعه كاميرته الخاصّة، لحظة مروره أمام الكتيبة كان عَذّال جالساً أمام محرس الباب الرئيسيّ للكتيبة، مسنداً البارودة إلى صخرة بجانبه وإبريق الشاي والراديو وهو يلبس الشحاطة، والصحفيّ التقط صورته، وحين عاد إلى بلده قام بكتابة مقالة عن زيارته لمدينة القنيطرة المحرّرة والصورة التي التقطها لعَذّال أسفل المقالة، وعنوان المقالة «هكذا سيحرّر السوريون الجولان»، راسماً دائرة حمراء حول شحاطة عَذّال وهو باللباس العسكري.

لو علم الصحفي أن قائد كتيبتنا يلبس الشورط أثناء الدوام الرسميّ، لالتقط صورة له ووضعها في جميع الصحف والمجلات وكتب مقالة عنه: «هكذا الضبّاط السوريون سيدمّرون البلد»، بلا شك».

 


يذكر أن خليل جابو هو روائي كردي سوري، (مواليد العام 1983م)، من مدينة عفرين الكردية. صدر له عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع رواية «السعادة مهنة شاقة»، وإلى جانب عمله في المجال الأدبي فهو فنّان تشكيلي ووكيل وموزّع إصدارات ورقية للعديد من دُور النشر. مقيم حالياً في كوبنهاغن بالدانمارك.

تعديل المشاركة Reactions:
«حُفاة الديار» رواية جديدة للكردي «خليل جابو»

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة