بدر السويطي
في تلك العربات
التي لا تفضي إلى محطة
تكون وجهتك عشوائية مثلك
حيث يغادر الجميع مقاعدهم
وتبقى أنتَ تراوح مقعدك
صامتةٌ هي الأمكنة
التي مررت بها وَجلاً
صخب هذيانك الليلي
سؤالك المزمن
عن العناوين الوهمية
أنينُ وجعك اللامنقطع
وأنت تنفخ في صور المدينة
كل يوم مثل نبي صَغير
سكون الشوارع وعربدة خطواتك
دليلٌ سياحيّ للعابرين
أنت يا...
يا عابراً في الهوامش
أنت يا...
يا نصف قتيل
سحقتك خيول التعب
وتركت حوافرها
أختاماً حمراء على جبهتك
وأنت كما أنت
تستطيبُ عري النهَار
وتبصر قُبح العالم في عَتمتك
مدججٌ بالأسئلة والهَواجس
وقد نفذت في نفق الروح
أسئلتك وهواجسك
حوافر الأيام داست عليك
وأنياب الضيم تنهش في جثتك
غربان تحط وتطير
مازالت منتصبةٌ في العَراء فَزاعتك
مُرعب هو نعيق الحُزن على غُصن الانتظار
يكادُ أن يكون نشيداً رسمياً لعُزلتك!
من ديوان «بصمات على حائط المنفى»