رشيد أحمد
لم يعدْ يعنيني القلقُ؛ فالأرضُ كفيلةٌ بكلّ ما ومَن على سطحها قد خُلِق.
ألحانُ الطيورِ في الفجر، وحزنُ العشّاقِ وقت الهجر، وغرقُ الحضاراتِ بماء النهرِ، ونجاةُ طفلةٍ بشريةٍ وغزالةٍ برّيةٍ من الغمر.
وسكرُ شاعرٍ بلا خمر، وجنونُ عجوزٍ قد نسي أنه تقدّم في العمر كحبّة جليدٍ تحوّلَ إلى جمر، وكهِرٍّ شريدٍ تحوّلَ إلى نمر.
أميلُ للحياة في صفوة الأرق!
بصوت خافتٍ أنادي، لا لأناجي، بل لأمزّقَ تاجَ الملوكِ وألبسَهم تاجي، تاجي المصنوعُ من ابتسامة صائمٍ لم يعدْ يشعرُ بالجوع، وقطرات من عسل النملِ المصروع.
أريدُك أنت أن تكونَ يا صديقي، لا أن تكونَ لتكونَ، بل تكون هذا كافي!
فكلُّ مَن أرادَ أن يكونَ ليكونَ فلن يكون!
كنْ عابرَ سبيلٍ في لحظاتك، وارمِ لباسَ ذاتِك واحفظْ بأن الدنيا لا حفاظَ فيها؛ فكلُّ مَن احتفظَ بشيء بقي الشيءُ وانهارَ مشيئته، فمشيئةُ الكونِ بأن تمرَّ مرور الكرامِ، تبقى وكلُّ ما عدا ذلك دونك يبقى! أنت راحلٌ ورحّالٌ، هذا دورُك في الوجود، فارحلْ بكلّ ما أوتيتَ من عزم، والتزمْ الرحيلَ حتى يحينَ موعدُ الرحيل الأعظم.
امسحْ خرائطَ الأجدادِ، امسحْ مستقبلَ الأحفادِ، ادمجْ البالغين مع الأولاد، اعشقْ صخرةً حرّةً وابكِ عليها وارْوِها من روحك دمع الوداع، ولا تشكِ الألمَ؛ فالألمُ هو ما يخلقُه العدمُ، لا تشتكِ الألمَ، بل اندمجْ وتمتّعْ بألمك، فحينَها فقط تتذوّقُ العدمَ.
كنْ شجاعاً وامتطِ خيوطَ ذيلِ الخيولِ بعينك، كنْ شجاعاً واحرقْ كتابَ العائلةِ، كتابَ القوميةِ، كتابَ الدينِ، كتابَ الحربِ، كتابَ الوطنِ، كتابَ الجنسِ...، وكتابَ الطهي، وكتابي أنا!
لا سبيلَ للهروب من ظلال النهايةِ؛ فالبدايةُ هي النهاية إن أدركْتَ الحكاية.
بصوت خافتٍ أنادي، لا لأناجي، بل لأمزّقَ تاجَ الملوكِ وألبسَهم تاجي، تاجي المصنوعُ من ابتسامة صائمٍ لم يعدْ يشعرُ بالجوع، وقطرات من عسل النملِ المصروع.
أريدُك أنت أن تكونَ يا صديقي، لا أن تكونَ لتكونَ، بل تكون هذا كافي!
فكلُّ مَن أرادَ أن يكونَ ليكونَ فلن يكون!
كنْ عابرَ سبيلٍ في لحظاتك، وارمِ لباسَ ذاتِك واحفظْ بأن الدنيا لا حفاظَ فيها؛ فكلُّ مَن احتفظَ بشيء بقي الشيءُ وانهارَ مشيئته، فمشيئةُ الكونِ بأن تمرَّ مرور الكرامِ، تبقى وكلُّ ما عدا ذلك دونك يبقى! أنت راحلٌ ورحّالٌ، هذا دورُك في الوجود، فارحلْ بكلّ ما أوتيتَ من عزم، والتزمْ الرحيلَ حتى يحينَ موعدُ الرحيل الأعظم.
امسحْ خرائطَ الأجدادِ، امسحْ مستقبلَ الأحفادِ، ادمجْ البالغين مع الأولاد، اعشقْ صخرةً حرّةً وابكِ عليها وارْوِها من روحك دمع الوداع، ولا تشكِ الألمَ؛ فالألمُ هو ما يخلقُه العدمُ، لا تشتكِ الألمَ، بل اندمجْ وتمتّعْ بألمك، فحينَها فقط تتذوّقُ العدمَ.
كنْ شجاعاً وامتطِ خيوطَ ذيلِ الخيولِ بعينك، كنْ شجاعاً واحرقْ كتابَ العائلةِ، كتابَ القوميةِ، كتابَ الدينِ، كتابَ الحربِ، كتابَ الوطنِ، كتابَ الجنسِ...، وكتابَ الطهي، وكتابي أنا!
لا سبيلَ للهروب من ظلال النهايةِ؛ فالبدايةُ هي النهاية إن أدركْتَ الحكاية.