حنين الصايغ
«اتركوا جميعَ الأشياءِ خلفَكم في حالة الهبوطِ الاضطراري»
أستعيدُ هذه الجملةَ، وأنا أهبطُ في داخلي
أفرغُ جيوبي من الأحجار
وأدعُها تهوي تباعاً.
حجرٌ لأولِ الكلامِ
جلبْتُه لأمّي بعدَ أن خطوْتُ خَطَواتي الأولى
لم أكنْ أعلمُ أنه سيبقى
في حلقها إلى الأبد.
حجرٌ لأمومتي النّهِمةِ
عثرْتُ عليه
وأنا أتشبّثُ بالأرض
قبلَ أن يبتلعَني رحمي.
حجرٌ لآخر الكلامِ
للحبّ الذي جاءَ بنصفِ ابتسامةٍ
وملعقةٍ خشبيةٍ طويلةٍ
لتحريك الخوفِ
فوقَ شمعةِ الليلِ الطويلِ.
حجرٌ للصمت
للسقوط الحرِّ
لإدراكنا أن الخطَّ الذي كانَ يفصلُنا
عن أشيائنا
اختفى.
حجرٌ تلو الآخر
هكذا بكليّتنا
نسقطُ وفقَ التعليمات
في حالة الهبوطِ الاضطراري.