حتى هذه المخلوقة المشاكسة، التي تنام خلف عتبةٍ غير بعيدة عن عتبتي، تغطُّ في نوم عميق... أعمق من نوم السرير أو الموتى. لم يسمعني أحد بعد العتبة، لم يكن يفصلني عنها سوى الجدار، أو الممرّ الضيّق المُفضي إلى غرفة نومها التي أعرفها بتفاصيلها وروائحها قبل الجنس وبعده.
لم ينتبه لوجودي أحد، أو أي جدار، أو عتبة. لم يستيقظ أحد. حتى الطفل الصغير البكّاء، لم يزقزق مثل عصفور، لم يعوِ مثل كلب. حتى طبول الهزيمة الداخلية، لم تدقَّ كي تعلن عن نفير أخير... يساعدني الحذاء قليلاً على التخلص من رائحة فحاله الباردة. تأكدت من أنني أخرجته إلى الممرّ، وأركنته في الزاوية أمام الحمّام. أبعدته إلى هناك تخليصاً لروحه من ضجري، تخلصاً من عفونته.
أغلق الباب ورائي كما أغلقه عادة في نهاية الليلة. ارتجته، كما تستدعي اللقطة، أو المشهد الليلي الدرامي، الكوميدي، أو الهزلي. لم أكن أعتقد أبداً أننا هزليون إلى هذا الحد. لم أكن أعتقد أن أحداً قد يطرق الباب في هذا الوقت المهمل من الوقت... تموت رغبتي بلقاء جارتي فوق سريري، هي المرأة النزقة الجدّية التي تعرف كيف ومتى تخون زوجها الجنرال الصغير الدرويش.
لكن لماذا تخون مع متصعلك عبثيّ مثلي؟ أنا لا أستطيع أن أفلسف خيانة المرأة كثيراً. لا أرغب في تعليلها تحليلها أو تأويلها أو تفسيرها. هي جنس مجرد جنس وقت الشهوة... وقت التمكّن من ذلك. لا أرغب على الإطلاق بإدانة أي امرأة تفعل ذلك. لا بل أنه من الجنون أن يصرف المرء وقته وكلامه وأعصابه بإدانة امرأة تخون رجلاً تزوّجتْه مُكرَهة أو غير ذلك، ثم اكتشفتْ فجأة أن رائحة فمه لا تناسب رائحة فمها، وأن برودة فخذه لا تناسب حرارة فخذها، أو أن طول ساعده لا يكفي لتطويق خصرها، أو أن ذكورته لا تصل إلى تلك النقطة التي تبغيها في عمقها، أو أن كلامه شبه النادر لا يشبع رغبتها في الإدمان على الثرثرة عما تتميز أو تنفرد به عن باقي النساء اللواتي لا يمكن لهنّ أن يشبهْنَها في الفراش أو الخراب.