رشيد جمال
– 1 –
بينَ امرأةٍ تمشّطُ خيباتِها
على نبضاتِ رجلٍ أضاعَ أسماءَ عشيقاتِه
بينَ قصائدِ الموتى
وغبارِ المرحّلين أمامَ بابِ الجحيمِ المنتظرِ.
كأنه قدرٌ يحاذي أرواحَ الحالمين
بطيفِ الحرّيّةِ المعلّقةِ على مشانقِ المُذنبين
بالحياة
إنه لقدرٌ يكتبُه طلاسمُ القنّاصين
وضحكاتُ الطيّارين المُبشّرةُ بنزوحِ النفسِ
نحوَ فردوسٍ متيّمٍ بالمشرّدين بينَ صدى جوعِهم
ورجفةِ أجسادِهم النحيلةِ
المعتّقةِ برائحةِ الحبّ.
– 2 –
هنا تولدُ صدفةٌ وحيدةٌ
هي أنتِ
بكلِّ تفاصيلِ المعاني
الماضيةِ والقادمة
وبكلِّ أطيافِ الوجودِ
أراك تعزفين
بينَ أزقّةِ القصائدِ العابثةِ
على أطرافِ العبثيةِ
أقولُها دائماً:
لن أكتبَ عن الحرب
لن أكتبَ عن الموتى
المفقودين بينَ حنينِ الأرضِ
ولعنةِ الذاكرةِ...
وأجدُني منفيّاً مع المنفيّين؛
أفتّشُ عن أناي
بينَ تنهيدات الشفق.