ديلان تمّي
– 1 –
يهمسون بينَ بعضِهم
كأن السمعَ لم يزرْني يوماً
ولا حجارةً سقيْتُ من مآقيها
رائحتي الحائمةَ حولَ المكائد.
بلا حياءٍ
أخلعُ عني جسداً مترنّحاً
كالمذبوحِ في وَكْر الجحيمِ يئنُّ
فأُسقِط راياتِ حروبي
وأتركُ الأغوارَ
للمُندهشين من خيباتي وخسائري.
– 2 –
يتحسّرون لقهقهةٍ مندملةٍ في
القاع
لعريشةٍ أضاعَتْها
فقضمَتْ من كبدي الآجن
همّاً مخموراً.
يتساءلون:
كيف لأرواح
متخايلةٍ أن تكون مستاءةً؟
أن تعلنَ
السِّلمَ بينَ المجازر
وتتقاضى على
الروحِ فديةً للمقابر...؟
– 3 –
أنا الصدى العارجُ
بينَ صفوةِ السروحِ، ونعي الشرود
أناجي المقابرَ كي تحيي الأرواحَ
لأحفرَ قبراً أخيراً
وأعلنَ الهُدنَ
بينَ الطينِ المُحنّطِ من على قِبّةِ
قبري
وصفيرِ الملاكِ الأزرقِ.
إني أنتحبُ الحياةَ
أهمسُ لجناحي إسرافيلَ المصفّقتين:
أرأيْتَهم؟
هل عرفْتَهم؟
أيا ويحَ
افتعالاتِهم
كيف تتهمُني
بالجلد، وتُبطل الجِلادة...؟
– 4 –
أحبو مياديَن أحكامٍ مظلّلةٍ
فاغرةَ العينِ
ثقيلةَ الثغرِ الآسرِ، بينَ بلبلةِ
نِعالِكم
أقاصصُ سلاحاً طويلاً
لأجدلَ به خصرَ ألسنتِكم
أرأيْتُم كيف رسمْتُ بعظام العصرِ وجهاً
جديداً؟
جلَّ مَن قاسمَه كِسرةَ ألمِه
ومالحَه خَلوةَ السؤالِ...
ها ذا ظهري قد أصبحَ مهزلةً
لتطعنوه بما شئْتُم من مهاذرَ ذليلةٍ
لتضرموا فيه ما تبقّى من بوحٍ هامدٍ...
ها ذا يداي مهفهفتان بدمِ احتضارٍ حيٍّ
شاهدتان أني عاهرةٌ، بسبعة أرواحٍ
وألف آفةٍ
لكني لا أُدفنُ بكُلّي
لا...!
لن أدفنَ أبداً.