إدريس سالم
– 1 –
عينان داكنتان كطين
قريتي
أشمُّ فيهما رائحةَ
سهولِنا ورياحَ العصرِ الفوّاحةِ
أعيشُ فيهما ما تبقّى
مني عمرٌ
كلّما أقفُ أمامَ سحرِهما
أقولُ في نفسي:
«أينما ذهبْتِ أذهبُ
أينما أقمْتِ أُقيمُ.
شعبُكِ شعبي وإلهُكِ
إلهي.
حيث تموتينَ أموتُ،
وهناك أُدفَنُ.
ليعاقِبْني الربُّ
أشدَّ العقابِ
إن فرّقَ بيني وبينَك
غيرُ الموتِ»[1].
– 2 –
أخافُ من أحلامي
أخافُ من تنبؤاتي
أخافُ من رؤياي
أطلبُ الغفرانَ،
وأتلكّأُ
أمنحُ الغفرانَ،
وأتلكّأُ
أطلبُ الغفرانَ،
وأتلكّأُ
أطلبُه للريحِ
للحربِ الراكعةِ أمامَ
صانعيها
للاستبدادِ القاتمِ
للموتِ الجافِّ.
أكرّمُ الريحَ في
قريتي
فكرّمَتْني بمنفىً لم
يكرّمْ روحاً.