أعلن الكاتب والشاعر الكوردي السوري، إدريس سالم، عن مضمون مجموعته الشعرية الجديدة، والمكتوبة عن فترة سقوط النظام السوري وأحداث فتح السجون والمعتقلات السرّية وتحرير السجناء، والتحديات الكبيرة التي يواجهها وسيواجهها الإنسان في سوريا، وما سيتعرض له من مخاطر وانتهاكات جسدية ونفسية.
وقال سالم في تصريحات إعلامية أن كتابه هذا هو صوت المعتقلين والمعذّبين والباحثين عن الأمان والاستقرار، ليحيي فيهم أيام الانتفاضة السلمية، كي يبقى الوطن قرنفلة رغماً عن أنوف المجهولين، الذين يحاولون أن يشوّهوا حياة الإنسان السوري، مطالباً: «في سوريا لا نريد أن يكون الحزن وباء عالمياً، بل نريد أن يكون فرح الحياة وباء، لكلّ مدن ودول الشرق الأوسط».
وأضاف: «قصائد المجموعة هي رحلة في الذات ما بعد سقوط البعث وهروب الأسد، رحلة تأمّل جديدة لحياة جديدة وجدّية، وصراع الإنسان على البقاء، والتي لا تخلو من مشاهد قيامية مستفحلة في عقلية الإنسان السوري، ما يعني أن مضمونها يتقاطع ويُحاذي ظروف هذه المرحلة، التي فرضتها الحرب على الشرق الأوسط».
وتتناول المجموعة الشعرية الثانية لسالم والصادرة عن دار نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب في هولندا، والتي تضمّنت ثلاث وعشرين قصيدة، توزّعت على (120) صفحة من القطع المتوسط، مواضيع إنسانية نفسية متنوّعة، عبّر من خلالها عن تفاعله مع أسئلة الألم الروحي، والموت المحتّم، والحرّية المشوّهة في الشرق المشوّه، وتحرير الذات من الاضطهاد والحقد والهستيرية الطائفية، إضافة إلى محاربة الأقلّيات العرقية والدينية، وتحرير المرأة من طُغيان الجهل ومديح الجموع الإسلامية.
وأوضح سالم لوسائل الإعلام
أنه يحاول في «مراصدُ الروح» تسليط الضوء على أصوات المعتقلين المنسيين في السجون
والأقبية السرّية، وأن يحييهم بسرد رواية عذاباتهم وآلامهم بأسلوب شاعري عميق،
رافضاً ولادة هتلر آخر، وإن كانت تلوّح ظلال اللحى والقمع والطائفية المقيتة في
سماء المدن السورية.
وفيما يلي مقطع من قصيدة
«تغريبةٌ بطعمِ الطوفان»:
«في كوباني وعفرينَ
كما
في دمشقَ وصيدنايا
لا
يبني الشِّعرُ بيوتاً
ولا
يعيدُ وطناً اغتالوه بالقلمِ والرصاصْ.
في
كوباني وعفرينَ
كما
في دمشقَ وصيدنايا
سنبقى
ندخّنُ الذاكرةَ،
ونسقِطُ
القيمَ
عن
وجدانِ هذا العالمِ اللقيطْ».
يذكر أن إدريس سالم،
هو شاعر وكاتب كوردي سوري، مقيم في تركيا. من مواليد قرية «بُورَاز»، التابعة
لمدينة «كوباني» الكوردية السورية. عمل مدرّساً للغة العربية، إلى جانب هوايته
كمحرّر لعدد من الصحف والمواقع الإلكترونية. هو محرّر وعضو في موقع وجريدة «سبا»
الثقافيّة، ومدير «مكتبة فيرمين للكتاب» في تركيا.
يعتبر كتاب «جحيمٌ
حيٌّ» هو أول عمل أدبي له في الشعر، صدر طبعته الأولى عن دار فضاءات للنشر
والتوزيع (تموز 2020م)، والطبعة الثانية عن دار الدراويش للنشر والترجمة (أيلول
2022م)، والطبعة الثالثة عن دار نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب (كانون الثاني
2025م)، أما كتاب «مراصدُ الروحِ» فهو ثاني عمل أدبي، يصدر بطبعته الأولى، عن دار
نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب (أيّار 2025م).