من شوق قلبي إليه
طلبت من برامج الصور الباردة الملامح
أن تجمعني به في صورة دافئة واحدة؛
ربّما تطفئ ما لم تطفئه المسافات،
وتعيد للحلم هيئة اللقاء.
أرسلت أجملَ ما التقطته الكاميرا لي
قوامي الممشوق، كحنين يتدلّى على أطراف المساء،
وحذاء بكعب عالٍ ينصف الفارق
بين طولي وطول انتظاري،
أظافري مطلية بلون هادئ يشبه صبري،
ووشاح بلون النوايا، التي خبّأتها في قلبي له.
أرفقت صورته التي أُخبّأها
مبتسماً
بثقة قمر يطلّ من غيمة
يرتدي بلوزة سوداء
– في جهة قلبه حرف اسمي –
تفصح عن طول قامته،
وصلابة كيانه،
ورهافة ما يخفيه.
وكتبت للبرنامج:
اجعلها واقعية،
كأننا لم نبرح مكاننا،
وكأن المسافة بيننا
لم تتعلّم العدّ
بعد...
اجعل يدي تُلامسُ يده،
ونظراتنا تغرق في بحور
تعرف أسماءنا.
وانتظرت الصورة،
كما تنتظر الروح معجزتها
وحين ظهرتْ،
بدت فارغة تماماً
لا أنا كنت هُناك،
ولا هو.
كان الفراغ وحده يحدّق بي،
يبتسم بسخرية الخيال، حين يكتشف خدعته،
وأدركت أن كلّ ما أرسلته،
لم يكن سوى خيال شاعرة
رسمت من شوقها رجلاً،
وعاشت تفاصيله حتى صدّقتها
ثم غرقت في صورته
كأنها آخر لوحة قبل اليقظة!