-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

كيف تنجح في اللقاء الأول وتكسب قلوب الآخرين؟



بانكين عبد الله / خاص سبا


اللقاء الأول مهم جداً؛ لأنه يشكل مفتاح الدخول لأية علاقة وعليه تتوقف مستقبلها، وتكمن أهميتهُ في القوانين «البراسايكولوجيا» في البرمجة اللغوية العصبية وعلم النفس، اللذان تطرقا إلى السلوكيات والانفعالات البشرية ودور اللقاء الأول فيها. لأن «اللقاء الأول» يعطي تصوراً عن مستقبل العلاقة ويشكل خارطة ذهنية فيها انطباعات إيجابية أو سلبية في ذهنية الطرف الثاني/عن الأول، وتحدد نوع تلك العلاقة مستقبلاً. وذلك بسبب الأحاسيس التي انتابته خلال ذلك اللقاء وكم شعر بالراحة النفسية وأحب أسلوب وشكل ومنطق الطرف الأول الذي سيبني علاقة معه. لذا، يجب الاستعداد جيداً لذاك اللقاء باختلافاته الزمكانية.

القوانين التي تُؤثر على السلوكيات والحالة النفسية بشكل عام؛ وخصوصاً في اللقاء الأول وأهمها:
·       قانون التوقع: (أي شيء تتوقعه يحدث لك... أنا عند حسن ظن عبدي بي).
·       قانون الجذب: (ما تفكر فيه ينجذب إليك من نفس النوع... تفاءلوا بالخير تجدوه).
·       قانون التركيز: (ما تركز عليه يركز عليك...  فعندما تركز على التعاسة المخ يلغى السعادة والعكس صحيح أيضاً بناءً على «قانون نشاطات العقل الباطن» والذي يقول: «العقل البشري لا يستطيع التركيز إلا على معلومة واحدة في الوقت المحدد ثم الآخرة».
·       قانون قوة السعادة والألم: «أي شيء تربطه بالسعادة سوف تذهب إليه ولو كان سلباً، وأي شيء تربطه بالألم سوف تتخلى عنه ولو كان إيجاباً». حاول أن تجعل من لقاءك سعادة لطرف الآخر.
·       قانون الروابط الذهنية: «حدث خارجي يسبب تفكير وإحساس داخلي». كل شيء تدركه عبر الحواس الخمس يصبح رابط زمكاني يربط بين الحاضر بالماضي والمستقبل.
·       قوانين خاصية التفكير لدى العقل البشري منها:
-         العقل البشري يبني على آخر تجربة.
-         العقل البشري لا يمسح أي معلومة قديمة بدل يستبدلها بمعلومة جديدة.
(تصفح هذه القوانين حتى تتمكن من فهمهما والاستفادة منها).

كيف تنجح في اللقاء الأول وتكسب قلوب الآخرين:
·       التحضير الجيد: ويمكننا أن نستخدم تقنية «قوة التخيل – التخيل الابتكاري» هنا كطريقة في التحضير.
·       الابتسامة وروح الدعابة: (حافظ على الابتسامة مهما كانت الظروف، لكن بتوازن تام دون الإفراط أو التصنع).
·       الكلمة الطيبة والمدروسة: (تجنب نقد الأديان أو الأعراق أو الأثنيات أو الأقليات أو الأجناس أو أي تنوع أو اختلاف، وحافظ على الشخصية المحبة وتقبل الجميع كما هم باختلافهم وتنوعهم).
·       الحالة النفسية وفصل مشاكلك عن اللقاء: (تدرب على فصل مشاكل وتركها حيث هي ولاتحضرها معك الى مكان اللقاء، وإن لم تتمكن من فصلها اطلب الإذن أو أجّل اللقاء إلى أن تتحسن حالتك النفسية).
·       فن – مهارات التواصل:
1.    مستوى ونبرة الصوت.
2.    لغة الجسد:
3.    تعبيرات الوجه ونظرات العيون.
4.    طريقة الوقوف والجلوس.
5.    حركات اليدين والقدمين.
·       الحفاظ على هيبة وحدود العلاقة بينك وبينهم: «لا تكن قاسياً فتكسر ولا تكن ليناً فتعصر». حافظ على التوازن (امزح بجدية وكن فكاهياً عند الجدية).

ماذا يجب أن تقول في اللقاء الأول؟ 
·       تعرف عن نفسك بطريقة مشوقة لكن بصدق وأمانة بعيداً عن المبالغة والتصنع، لا تكثر الكلام واقتصد في الحدث.
·       سرد قصة توصل من خلالها ما تريده للطرف الآخر توضح لهفيها النقاط التالية بشكل أو بآخر:
أ‌.        وضع اُسس ورسم حدود العلاقة بينك وبينه.
ب‌.  شرح المبادئ التي تمشي عليها.
ت‌.  صفات الشخص التي تريده.
ث‌.  أجعله يشعر بالمسؤولية.
ج‌.    الفرق بين العموميات والخصوصيات.

ماذا يعني اللقاء الأول للطرف الآخر؟
«اللقاء الأول لك هو الانطباع الأول لهم».
إن «اللقاء الأول» وكما أسلفنا بالذكر في النص أعلاه يشكل خارطة ذهنية للطرف الآخر وفيها (الخارطة الذهنية) تكمن أهمية اللقاء الأول لما تحملها من تصورات وصور عن أسلوبك وتنقلها للمستقبل. وذلك بناءً على قانون «الروابط الذهنية».

ونعني بالانطباع الأول بأن الطرف الآخر يأخذون صورة ذهنية مبدئية عنك ويتصرفون بحسبها عند لقائهم الثاني معك وهم غير مسؤولين عن تلك التصرفات والمشاعر والأحاسيس التي ستنتابهم في اللقاء الثاني لأنها انطبعت في مخيلتهم بفعل الأسلوب الذي قدمت نفسك به في اللقاء الأول.  وتفسير هذه الحالة يعود الى خاصية التفكير لدى العقل البشري والقوانين التي يبني عليها سلوكياته العامة والخاصة. لأن اللقاء الأول أصبح رابط ذهني فيه كل التصورات والانفعالات والمشاعر والأحاسيس التي انتابت الطرف الآخر في اللقاء الأول وهو (الرابط الذهني) مبني على الماضي؛ مشكل للحاضر ومرتبط عن كثب بالمستقبل.

وهنا تكمن أهمية القوانين النفسية وتطبيقها أيضاً في مناهج التدريس للوصول الى أفضل المستويات، ورفع كفاءة التدريس والدراسة لدى المعلم والطلاب قد نخصم بالذكر في موضع آخر. للإرتقاء بهم إلى أعلى المراتب من العلم مستقبلاً.
يبنى الانطباع الأول على هذه الأسس وهي:
 (الافتراضات المسبقة – الانطباع اللحظي – الفكرة المستقبلية):
الافتراضات المسبقة:
وهي الافتراضات التي تسبق رؤيتك لشخص ما توحي لك (الافتراضات المسبقة) بتصورات وتعطيك توقعات عن أسلوبه وشخصيته وشكله... الخ. وتشكل لك نظرة مسبقة عنه. والتي تكون قد جاءت بناءً على الصور والمواقف السابقة؛ سواء كنت قد شاهدتها أو شاهدت شبهها أو سمعت عنها في الخيال أو الواقع أو في المنام؛ من الماضي وتأثرت بها بفعل قانون «قوة السعادة أو الألم» حينها.

وبهذا، وحتى قبل دخولك المكان اللقاء ربما تكون قد سبقته البعض من التصورات إلى ذهنية الطرف الآخر بإيجابية أو سلبية؛ والتي قد تكون ربما سمعوا عنها من أناس يعرفونك قبلهم. لذا، أسلوبك في اللقاء الاول هو الفيصل الذي سيؤكد صحة أو بطلان تلك الافتراضات المسبقة عنك.

الانطباع اللحظي:
وهو بأننا أحياناً نرى شخصاً ما نعتقد بأننا رأيناه مسبقاً ونشعر تجاهه بمشاعر (إما سلبية أو إيجابية) بناءً على التصورات والإيحاءات التي يقدمها لنا "عقلنا الباطن" والذي جاء بها بناءً على الصور والمواقف السابقة سواء كان قد شاهدها أو شاهد شبهها أو سمع عنها في الخيال أو من الواقع أو في المنام؛ من الماضي وتأثر بها بفعل قانون قوة السعادة والألم حينها. وهنا وبعد دخولك مكان اللقاء مباشرة وحتى قبل أن تتكلم يخطر إلى ذهن الطرف الآخر أفكار توحي لهم بتصورات ايجابية أو سلبية بعد رؤيتهم لك مباشرة. (اقرأ عن "ظاهرة ديجافو" لتفهم أكثر بهذا الخصوص).

الفكرة المستقبلية:
ونعني بها أن هذه التصورات والإيحاءات عن الأشخاص سواءً المسبقة أو اللحظية ستتحول إلى إيحاءات مستقبلية عن الأشخاص أنفسهم أو غيرهم في حال وجد أي "رابط ذهني" يربط بينهم (الأولين والحاليين واللاحقين) من جهة الزمان أو المكان أو الشكل أو المضمون.

بكل بساطة وبعيداً عن التعقيد أنت لا تحتاج في اللقاء الأول مع مراعاة ما سبق إلا الى القليل من الواقعية، كن بسيطاً وهادئاً، أظهر على طبيعتك وابتعد عن التصنع.

قدر قيمة ذاتك وأحبب نفسك كما أنت، لا تتغير إلا إذا رغبت بذلك وبدافع ذاتي لا من أجل أحدهم، لا تتخفى خلف الأقنعة وتؤذي نفسك لأنها سوف تتسبب لك بالمتاعب مستقبلاً.
طور نفسك كل يوم وزد من مهاراتك وخبراتك، كن محباً وهادئاً.

تعديل المشاركة Reactions:
كيف تنجح في اللقاء الأول وتكسب قلوب الآخرين؟

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة