-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

حكمة الكلام



خالد حسين / خاص سبا


«حيث أتيتُكِ عشباً
سآتيكِ مُثخناً بالدهشة».
لا تُغلقي المساءَ؛
دَعِي يديكِ تُسرِّحانِ حنينَ النَّهارْ،
دَعِينِي فاكهةً للتريُّثِ.
كَمْ أَشْتهي حديثَ يديكِ
وكَمْ أَشتهي نافذةً على الكَلامْ.
لِمَنْ أَبكي سرورَ أَصابِعي؟
لِمَنْ أَقْطِفُ وردةً من غِناءِ الرِّيح؟
لِمَنْ أَضْحَكُ ثلجاً يَندلقُ مِنَ النَّافذة؟
لِمَنْ؟
منذُ البارحة جدرانُ الغُرفةِ أيضاً،
مَضَتْ مُسافرةً دونَ وداع.
وَهَا أنا
بلادٌ أَنتظرُكِ، مليونُ بابٍ انبثقَ
من بينِ أَصابعي، وأعشابُ النَّافذةِ ألفُ
قيثارةٍ تدعوكِ للرَّقصِ والغِناءْ.
والحديقةُ
الغامضةُ مَدَّتْ ظلالَهَا منذُ يمامْ.
أَمَّا فنجانُ القهوةِ فلا تسألي؛ حيثُ منٍ
غيابٍ يُمْسِكُ بأصابعي......... ويسألني عن
شفتيكِ المفقودتينْ.
ها نحنُ نَمْشِي في المطر،
هَكذا بكلِّ جنونٍ
كُنَّا نَمْشِي تحتَ المطر.
ذاتَ غيمة: المطرُ يُغنِّي غموضَ الأقاليم
البعيدةْ.
ذاتَ شارعٍ: أَيْقظَنَا السُّرورُ من أَعْشَابِ
الدَّهشةْ.
ذاتَ خطوةٍ: قرأتُ المدينةَ غابةً محترقة.
«عشية، اخْطِفْنِي أيُها الفارسُ الصّغيرُ»:
هَكَذَا غنتْ، هي، المطر.
نَمْشِي في المطر،
بكلِّ جدارةٍ نَمْشِي، دون أَنْ
نُعيرَ يَأْسَ الجُدرانِ، ولا غَبْطةَ الرِّيح المُسْتنفرة
أبواقَ النَّفيرِ انتباهاً يُذْكَر...
كانتْ تَضْحَكُ حضورَ العَصافير، وكغجريةٍ
أصيلةٍ تقرؤني دهشةً مفترسة.
«يالتلاشي المدينةِ الهائجِ»، قُلْتُ، وَلَمْ نَلْتَقِ
مطراً آخر.
كان
من المفترض أن نلتقيَ اليوم كظلّين
لقمرٍ راكض؛ أن نلتقيَ كوعليْنِ شارديْن.
أنتِ بعينيكِ الخضراوين وأنا بفرحٍ يجرُّني
من يدي.
وذاتَ شجرةٍ كم كنتُ أعدُّ نجومَ الخيبةِ
المشتعلةِ في خطاي.
لا تُغلقي المساءَ...
دعي شعرَكِ يفسِّرُ طيشَ الهواء...
دعيني أَتشبَّثُ بخاصرةِ النَّهار.
قبلَ خطوةٍ:
جِدارٌ يَقتاتُ أَعشابَ القَلقِ من انتظارِنا.
على حينِ تواطؤٍ يَنْحَتُ للرِّيح خَصْراً من
عويل.
بعدَ خطوةٍ من قهوة:
قُلْتُ لك: اسمعيني يديكِ
فصوتُكِ رخاوةُ المساء
قُلتِ: وأنا سأُوقدُ الجرأةَ في فَنَار الكلام
لكني كشرودٍ يقودُ المساءَ
أقودُني إليكِ
أَشربُ يديكِ حينَ دهشة
وأَفرشُ طراوةَ الليلِ لكِ...
قُلْتِ: سأعلّمُ المكانَ حكمةَ الجسد
سأعلّمُ الظلالَ حكمةَ الكلام
لكنِّي
على حينِ نهرٍ مزجتُكِ بالماءِ؛ هكذا العشبُ
مضاءٌ بقدميكِ
قليلاً:
سيُغْلِقُ القمرُ نوافذَهُ
هَكَذَا
الأَشجارُ تَأسرُني
ويفترسُكِ الغيابُ
أودُّ التحَدُثَ إليكِ
أبداً «كم يشدُّني إليكِ الكلامُ»
ج............
..............سدُكِ
جسدٌ يتفاقمُ نضجاً بينَ يديَّ وحينَ أقتفي
أثرَ الغامضِ في عتمتِهِ تتشرَّدُ
الأشياءُ بين َ أصابعي
انظري... ريحٌ تتكئ على غنائي
لأَجلكِ سأَمجِّدُ أقصى الصَّدى بالبابونج والقرنفل
لا تُغلقي المساءَ
دعي يديكِ تُسَرِّحان حنينَ النهارِ
دعيني فاكهةً للانتظار
كم أَشتهيكِ
وكَمْ أَشتهي
نافذةً
على
الكلامْ.
الاسمبريد إلكترونيرسالة