-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

تقاسيم لأنثى عابرة





كردستان حم / خاص سبا



في هذا الزمن نرى الكثير من الأشكال والفتيات الجميلات اللواتي نصف أجسادهن في الخارج، لا أعارض أحداً، ولن أتحكم بإحداهن، أو أقول ارتدي هذا ولا ترتدي ذاك، فالناس أذواق وأديان ومعتقدات، وأصابعنا لا تمتلك نفس الشكل، فالشكل الخارجي للإنسان لا يعبر عما بداخله، نرى الكثير من المحتشمات اللابسات للنقاب والحجاب تفعلن ما لا يعبّرن عن شكلهن، ولا يليق أفعالهن وتصرفاتهن بأشكالهن (سترون حرف النون كثيراً في نهاية الكلمات).

في سياق الحديث تعرّفت على صديقة لي (دون ذكر الأسماء)، محجبةً وليس هنالك ألطف وأجمل من وجهها، رافقتها على نيتي الطيبة، وعلى غبائي وتفكيري، إن المحجبات جميعهن مؤدّبات، وتربيتهن جميلة وحسنة، رافقتها لمدة سنتين ،وبعد تلك السنتين عرفت عنها أشياء اللهم استرني وأبعدني، «بالطبع الآن هناك محجبات ستقفزن وتقلن: شبهن المحجبات يا عيني»، أنا لا أشمل جميع المحجبات، وإنما أُعطي مثالاً بسيطاً، إن الشكل الخارجي للإنسان لا يعبر عنه.

المهم هذا ليس هدفي كله من الحديث، أقول لك عزيزتي: إن كنت محجبة، وإن لم تكوني، إن كنت سمراء بيضاء حنطاوية قمحاوية، شعرك طويل قصير، طول قامتك قصير طويل، لون عينيك أزرق أسود...، لا يهم، ولا يُشكل فارقاً، حاولي جاهدة أن تتستري بأخلاقك بعلمك بثقافتك بمعرفتك بالأصول؛ لأن عالمنا هذا يدقق على أبسط التفاصيل الداخلية في الفتاة أكثر من خارجها.

لوالدك:
لا تجرحي أباك بكلمة، ولا تقولي له «أوف»، سيؤلمه ذلك كثيراً، سيتذكر حينها إنه كان يسندك بكل لحظات ضعفك، وكان يعانقك عندما كنت تبكين وكان يلبي كل حاجاتك، وعندما طلب منك كوباً من الماء، تتأففين، دلكي له جسده وقدميه، ليرى إنه أول الأولويات، قولي له كيف مرّ يومك وماذا فعلتي، ذلك سيسعده، ابتسمي له دائماً، هو سندك في هذه الحياة، وإن كان أباك ميتاً ادعي له بكل لحظة سعادة وحزن؛ لأنه يراك فوق تلك السماوات، لا تبكي عليه في أي لحظة، دموعك ستحزنه.

لزوجك:
رتبي، نظفي، وارتدي أجمل الثياب لديك له، تعطري، وجهزي نفسك لاستقباله من عمله، عانقيه بكل حنان، وقولي له «اشتقت إليك، يعطيك العافية»، دعيه يستحم، جهزي له القهوة، واجلسا خارجاً أو على الشرفة، قولي له كلمات رقيقة يشعره بأنك أرقى أنثى على الأرض، لا تطلبي منه ما لا يستطيع شراءه، كوني معه في السراء والضراء، ودعيه يشعر بأنه أكثر الرجال بطولة في العالم، في النهاية هو الوحيد الذي سيكمل حياته معك.

لأمك:
اجلسي بجانب أمك، وقولي لها «علميني ما علمتك إياه جدتي أو ما تعلمته أنت من تجارب الحياة»؛ لأنها تعرف وتعلم وخاضت تجارب أكثر منك، فليس هنالك أفضل مدرسة للفتاة غير أمها، قالت لك «افعلي كذا» نفذي بدون أي حرف، قالت لك كذا، افعليه وأنت مغمضة للعين؛ لأنه وبكل ثقة عمياء الأم لا ترمي ابنتها في حفرة باستثناء حُفر الأدب والعلم والثقافة، تلك الحُفر عزيزتي كلما رميت نفسك بها كلما ارتفعت شأناً إلى الأعلى، امسكي يد أمك وأبيك، وأمشي؛ لأنهما سيوصلانك إلى درب ومستقبل مشرق، فحاولي قدر المستطاع وعذبي نفسك بالدراسة والسهر والقراءة، وإن كنت قادرة أكتبي، فليس هنالك طريقة للفضفضة أفضل من الكتابة، وإياك ثم إياك أن تُري عيبك لأحد، وإن استطعت لا تمدحي بذاتك كثيراً أيضاً هنا يسمونك الفتاة المثالية البسيطة، كوني اجتماعية، تعرّفي على أشخاص من مستواك وأقل؛ لأن الأعلى سوف يتكبر عليك.

لعائلتك:
افتحي حديثاً، وتناقشي فيه مع والديك وأخواتك (بدون نبرة صوت عالية)، نقاش هادئ مع كوب من الشاي، وإن لم تستطيعي أن تقنعيهم أو توصليهم إلى فكرتك، حاولي مرة أخرى في جلسة أخرى، ولا تيأسي، سوف يتفهمونك، لكن إن تكلمت بعناد وبنبرة صوت عالية ستظلين في ذلك دهراً كاملاً، وأنت تشرحين لهم، لكن لن تقنعينهم.

لصديقاتك:
اخرجي مع صديقاتك، وكوني في حدودك، لا تفتحي مجالاً لأحد بأن يستهزئ بك (طبعاً أتكلم في المواقف الجدية)؛ لأن الإنسان يجب أن يضحك ثلاث مرات على الأقل في اليوم، اضحكي وقولي لهن مواقف أو أفكار كوميدية، ولكن إياك أن تفعلي فتعرف صديقة مقربة جداً منك كل أسرارك؛ لا تثقي في أحد عزيزتي غير أمك، هي الصديقة الحقيقية لك، لأن الزمن ينقلب على صاحبه، وربما تتخاصمان وستندمين على كل ما قلته لها، ولا تقولي: «مستحيل تعمل فيني هيك»، ليس هنالك ثقة بأحد، كل إنسان يفعل ما يدور لمصلحته.

للشباب:
ولكن لا تكوني منعزلة وكئيبة؛ سيكرهك الجميع، اكسبي حب الجميع ما عدا حب الشباب، كوني في حدودك، وجدية حتى في المواقف المضحكة، كلما فتحتي مجالاً لأحدهم كلما زادت نيته السيئة، لا تنظري بعطف لهم، وإياك أن تختبئي منهم، أو تحني رأسك عند رؤيتهم، لا...، كوني شامخة، وتحدثي بأدب، وفكري قبل التكلم بأي حرف.

لأخواتك – وإخوتك:
كوني لطيفة على أخواتك وإخوتك؛ فهم السند الوحيد لك في هذه الدنيا، وكلما غضبوا عليك بشأن ملابسك أو صورك، فهم يريدون حمايتك فقط من هذه الدنيا المتوحشة، احضنيهم بكل عطفك، ولا تترددي في قول كلام جميل مثل «أحبك

ي – أختي»؛ لأنهم الوحيدون الذين يستحقون محبتنا، اقضي الكثير من الوقت معهم، مارسي الألعاب المضحكة، واقضوا الكثير من الوقت، لأن الذي يذهب لا يعود، لا تقسي عليهم، ولا تجرحيهم إن عادوا من العمل، اجلبي لهم كأس من الماء، حضّري الحمام لهم؛ لأن ما ذاقوه من مرارة العالم الخارجي دعيهم ينسون ذلك  بحنانك وعطفك عليهم
لنفسك.

لا تنسي ذاتك، اهتمي بنفسك، مشطي شعرك، تكلمي مع ذاتك، امنحي لنفسك خمس دقائق تسجدين لله، ادعي لجميع أحبائك، لا تتكلمي مثل الرجال، كوني أنثى وإياك أن تلفظي كلمةً ليست لائقة وغير محترمة، اجعلي كل ما يخرج من لسانك عسلاً، جهزي صحناً من الفواكه، ضعي موسيقى كلاسيكية، وافتحي ديواناً لنزار قباني مثلاً، واقرئي، جادلي، وناقشي، وعارضي في الأحاديث والمواضيع المتخلفة، وها هي الحياة تمشي، ولن تتركي شيئاً وراءك، فحاولي أن تتركي لمستك الخاصة النقية اللطيفة؛ ليُذكرك الناس بالخير، خُذي بنصيحتي عزيزتي، ولن تندمين.



تعديل المشاركة Reactions:
تقاسيم لأنثى عابرة

can

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة