عماد أبو زيد / خاص سبا
حدث شيء من الغضب والفوضى؛ نتيجة للتلاعب في الأصوات لصالح رئيس مجلس الإدارة السابق لمركز الشباب، والمرشح ثانيةً على رأس قائمة. طوال المدة المنقضية لم يقبل ضم أعضاء جدد للجمعية العمومية، إلا إذا تأكد من ولائهم المطلق.
أحد
المنافسين له كلف رجلاً بتصوير ما ترصده عيناه من تجاوزات، وقد بدا أنه حصل
بكاميرته على صيد سمين. جروا وراءه، تلقفوه من ورشة النجارة القريبة، وأوسعوه
ضربًا.
بعد وقت
قليل قدم ضابط المباحث، كان أبوه من أعيان الفلاحين، وصديقًا مُقربًا للإسكندر، ليس
الإسكندر المقدوني، إنما الخواجة الشهير في المركز كله، تاجر المخدرات، صاحب محل
الخمر في شارع الأمير راغب. وهو لديه صداقات واسعة مع المسؤولين، ويتمتع بشعبية
كبيرة بين التجار، ويقدم المال والنساء إلى من يشتهي، مُقابل تسيير مصالحه، فضلاً
عن وحدات سكنية في عمارة وسط البلد، لا يتأخر في منحها أصدقاءه من الضباط.
كان صاحب ورشة النجارة؛ قد سارع بالاتصال بقسم
الشرطة، وحين رأى الضابط يدخل مركز الشباب، انطلق في إثره.
- الحقني
يا باشا، خربوا بيتي، كسروا الموبيليا.
صفعةٌ مُدويةٌ
على وجهه، وضع بها الضابط نهاية للغطٍ مُثار، وأصوات عالية، وهو يقول:
- اخرس،
إيه الغاغه اللي انت عاملها دي؟!
ران على
مركز الشباب سكون، يفوق سكون الشارع التجاري، عندما تمر به جنازة.