-->
U3F1ZWV6ZTEzNzUzMDQwMTQxX0FjdGl2YXRpb24xNTU4MDI5NzIxNDY=
recent
جديدنا

حُنكش


بحث ومتابعة: صالح عيسى


حنكوش، ومزرعتها قرية حمدي أحمي، تقع قرية حُنكش إلى الجهة الغربية من كوباني على مسافة 27 كم.
قبل أن نعرّفكم على سبب تسميتها بهذا الاسم، لا بدّ أن نذكركم بأن أراضي القرية كانت عبارة عن أراضي قفر (القَرَاج)، وكانت فيها بئر الماء وأصبح هذا البئر مركز استراحة ومبيتاً للرعيان، وخلال هذه الاستراحة كانوا يلعبون لعبة اسمها لعبة (العصا)، وفي هذه اللعبة يجب أن يكون هناك شخص خاسر لتستمر اللعبة، والخاسر هنا بين الرعيان كان (حنو)، ويقال بأنهم لم يقولوا لحنو أنت خاسر بل كانوا يقولون له (Heno Bikş)، يعني (اسحب يا حنو اسحب)، أي بمعنى استمرْ في اللعب، وهكذا استمر حنو كش حنو كش حتى...، سنكملها في التاريخ، وخلال حملة التعريب من قبل سلطة البعث السورية تم تعريبها إلى الطلعة، وهي الآن تحمل اسمين في كل من: 
1 – حنكش أو حنكوش، لدى مديرية الأحوال المدنية.
٢ – الطلعة، لدى مديرية المصالح العقارية، سجل عقاري.



حنكش تعتبر من القرى الحديثة، التي لم تتجاوز عمرها أكثر من 175 سنة، وتعود إلى فترة الاحتلال العثماني للمنطقة، حيث خرج أهالي القرية من قرية (إيلاجاغ) نتيجة الضغوطات من رجالات السلطان العثماني (الأفندية) على الأهالي، وأول مَن سكن القرية هو (بشار علي)، وهو الجد الأول للقربة، حيث قام بشراء هذه الأراضي، ولكنه لم يحدد موقعاً لبناء قريته، وإن أصدقائه أصروا عليه أن يبني قريته بالقرب من البئر، ولكن رجالات ذاك الزمن لم يكن يحبذون المضايقات وكل ظنه البناء بالقرب من البئر سيسبب المضايقات للرعيان، ولكنه رضخ لإرادة الأصدقاء وجاء إلى المكان المطلوب وهو المكان للعبة الرعيان حنو بكش، ولتخفيف اللفظ تحولت إلى حُنكش، الأهالي لم يعثروا على أي شيء أثري باستثناء بعض القراميد خلال الحفريات البناء.
كان هناك في وسط القرية حجر كبير أبيض اللون محفور من وسطه بعمق (30) يقال له جوني (Conî).

يحدها من الشمال قريتي سيف علي وزرك، ومن الشرق قرية زكريا، ومن الجنوب قريتي بلنك وإيلاجاغ، ومن الغرب قرية عوينة، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية قرية شمه.
أراضيها متموجة على شكل مرتفعات وهضاب من كل الاتجاهات، كما في الزاوية الجنوبية الشرقية (Qûça Şemê)، وفي الجهة الجنوبية (Qûça piling) وأيضاً في الزاوية الشمالية الغربية (Qûça Zêrik)، وسهلية كما في الشمال حتى قرية سيف علي، وهي من القرى المروية بكامل مساحتها ويتم ري الأراضي بواسطة المضخات من الآبار الارتوازية وباستخدام الخراطيم لنقل المياه إلى قمم المرتفعات.
يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى وزراعتها القمح والشعير والعدس، القطن الذرة الصفراء السمسم والبساتين.

يمر من القرية طريق غير معبد قادماً من سيف علي، وتتجه إلى الغرب، ويتفرع إلى فرعين باتجاه عوينة زكو والآخر باتجاه إيلاجاغ عند مقبرة القرية التي تقع في الجهة الغربية منها وكذلك طريق بقايا إلى قرية شمه.
ويتشكل وادي صغير من محيط القرية ويتجه غرباً إلى قرية عوينة ولكنه لا يشكل خطراً على الأهالي والصور أدناه للوادي.
سابقاً كانت تكثر نبات قيبار أو شفلح في القرية ومحيطها بشكل كثيف جداً خاصة في الجهة الجنوبية منها وهذا المكان كان مشهوراً به، وكذلك الصخور التي في الأرض (Tehit)، ويقال بأن هذه الصخور كانت تستخدم لرش الملح عليها من أجل المواشي.
كان هناك بوادر لزراعة الأشجار خاصة الزيتون، إلا أن هذه البادرة قد توقفت بسبب الحروب.


المؤسف هنا حتى هذه اللحظة لم تتواجد أي مدرسة في هذه القرية، ولكن هناك مدرسة صغيرة جداً في المزرعة (مزرعة حمدي أحمي)، وهي عبارة عن غرف مسبقة الصنع وهذه المدرسة معروفة باسم مدرسة مزرعة قناية.
قسم من أبناء القرية يذهبون إلى مدرسة (حمدي أحمي) والقسم الآخر يذهبون إلى مدرسة قرية سيف علي، ولهذا لم نجد حتى الآن ممّن يحملون الشهادات الجامعية فيها، مع أن قسم من أبنائها دخلوا الجامعات ولكنهم لم يكملوا دراستهم الجامعية بسبب النزوح والهروب.

يبلغ عدد سكانها حوالي (500) نسمة ما بين المقيمين والمهجرين مع أن أغلبهم عادوا إلى القرية، وهم من القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية أباً عن جد، ومن أصول عشائرية عشيرة علاء الدين فخذ (مامه ديكان) مامديك، وتربطهم علاقات القرابة مع قسم من قرية قناية وقرية جيلك، ويمتازون بروح المرح والفكاهة وحسن الجوار مع محيطه الاجتماعي عن طريق المصاهرات وبناء علاقات على أساس المحبة والتسامح.

لا توجد في القرية خدمات عامة باستثناء شبكة الكهرباء وطرق بقايا غير معبد، لذلك اعتمد الأهالي على أنفسهم بكل شيء، وبادروا إلى بناء محلات تجارية ولكن هذه المحلات لم تدخل الخدمة باستثناء محلات (دكان) بقاليات عددها اثنان بالإضافة إلى محل حدادة.
برزت في القرية تجارة لشراء (شفلح ) وكانت مربحة جداً.

ملاحظة هامة وردني:
إن اسم حُنكش جاء من كلمة كردية (Hoqiş)، والتي تعني بداية الطلعة، واستناداً إلى المعلومة تم تعريبها إلى الطلعة هل مَن يؤكدها أو ينفيها من أبناء القرية والقرى المجاورة؟
تعديل المشاركة Reactions:
حُنكش

Kaya Salem

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة