تسنيم حومد سلطان / خاص سبا
في الحمَّام
تَذوبُ القَصيدةُ فِي
فمي
لِتُخرِجَ مِن
مسامي
نافورةً للآه
وأنا أُحاول تنشيفها
مِنكِ
فوقَ المرآة
كانت المياهُ
أنفاسَكِ
رسمتُ خلالها ضِحكتي
نَفسي
ووطني
بلونٍ واحدٍ شفّاف
لا طعمَ له ولا رائحة
حَوّلَت إصبَعي
من مادةٍ صلبةٍ
لسائِلةٍ تجري تحتَ
ردائك
وغازيّةٍ تتكاثَفُ مع
جنونِ اشتياقك...
يا ميناءَ الصحوِ
المُسكِر
أتيتُكِ
أبحر... أشدو...
أقاوم
ميتاً... حياً...
أعرجُ
أمشي على عُكّازين
أخلعُ العادات
والكلمات
والرغبات في حضرتك
ينبُتُ في حلقي
أعمدَةٌ وسجون
أبكي... وأبكي
ترميني دموعي في
حضنِك المنكوب
أحاولُ حرثه مرَّةً
فأخذله... كما خذلتُ
بلادي
تنفيني...
بلا عينين
بلا ذاكرة
لأنكِ لم تعرفي عني
شيئاً سوى الأحزان
يُقفِلُ النُعاسُ
طريقنا
بوجهٍ شاحِبٍ جداً
نحلمُ معاً بلحمٍ وخبزٍ
طازج
نستيقِظُ على السوطِ
آسفٌ جداً يا بلادي
فنحنُ لا نملكُ ثمنَ
كَسرةِ خبزٍ
لنلتهمَ ما تبقى من
أقدامك...
جنونٌ فوق مقصلةِ وطن
في الأمس... وهبوني
عُنقي
وقالوا: لكِ هذا
الجسدُ الحُرُّ
زيّنوني
عطّروني
ألبسوني
ثم زفّوني عروساً
في أرض احتضار
الخاسرين
أروني الشِّعر في
المرآة عورة
انكروني...
اجهضي هذا الجنين
جعلوا سُرّتي قعراً
مليئاً بالبكاء...
وبعدَ
عريٍّ... وانسلاخٍ...
واعتداء
قصصتُ ضفائِرَ
القصيدةِ من جذورها
سوّيتها رجلاً
بوجهٍ آدميٍّ
مُرٍّ... ثقيلٍ...