ياسمين صلاح / مصر
هذي يدي على الأفق تتحسّسُ
نتوءُ الأشواك بظهر العالم
متى صرتَ مُفصصاً هكذا كرمانة؟!
أكُلُّ هذي الشهب تشتاقُ لعناقك؟
كن ناعماً كدموعي
ساخناً كدمي
منقوعاً بطمي أمومتي.
العالمُ أنثى...
لم تلدْها حواء
حبلى في ضلعها بألف آدم.
الدماءُ التي تنضحُ من عنقها الشفاف
ليست ذبحاً؛
بل دورةً طمثها الشهرية
لا تنقطعُ لحملٍ أو رضاع
هذي الفصوصُ التي تحسستها يداي
غددها اللبنية
تحبسُ فيها آلافُ الصباحات.
أكرهَني العالمُ أن أتجسّدَ في صورته
أطرافي ضامرةٌ
كيف لا أشاركُ الملائكةَ تمارينَ الصباح؟!
كيف لا ألعبُ مع الشياطينِ كرةَ القدم؟!
وجهي مفتوحٌ
شباكٌ يهربُ منه الظلُّ إلى سُرةِ الأرض
خليجٌ يصلُ البحرَ الأخشمَ بالروائح.
وتراكمَ فوقي الموجُ
بوسيدون*
دعني أبدأُ الرحلةَ على حصانِك البحري
تلثّمت بشاله الأزرق
دخلتُ كلَون الماءِ بالماء
كحزنٍ يسكن موجة
كبؤسٍ صخريّ في جبال الروح.
يتراءى لي كلُّ شيء حُلماً أو سراباً
لا... لم يحدثْ هذا قط
لم يعذبْني وجودي
لم أولدْ أصلاً
أمتطي حصاني وأدقُّ كلَّ الأبواب
هل أعرفُكم؟
هل رأيتموني من قبل؟
هل ترونني الآن؟
هل خلقَني الله،
أم صنعَني روائيٌّ كئيبٌ،
وتركَني على ورقة
أشحذُ المتعةَ؟
تقعُ في يدي كشفرةٍ حادة
أرتدي الفكرةَ
تحشُّ دماغي كمنجل
أشربُ الماء
تتصلّبُ أعمدةٌ أسمنتيةٌ بحلقي
معقول!
الألمُ غزا كلَّ شيء
كلّ شيء يا إلهي؟!
دخلتُ جمجمةَ الكون؛
لأنني لم أجدْ الضميرَ في قلبه
سقطتُ في أخاديد دماغه
تزلجتُ على مفاصله المزخرفة
انفتحت لي اللفائفُ كأقواسِ قزح
لكنني عدتُ دونما عينين
بيدٍ، قلبي الأجوف
وبالأخرى حذائي المطاط
كيف أَغتربُ في طرقٍ أحفظها
وبيدي مبخرتي وصولجاني؟!