بحث ومتابعة: صالح عيسى
كوك تبه (Gogtepe)
كوك تبه الشمالي (الفوقاني) الإبراهيمية
كوك تبه الجنوبي (التحتاني) تل أخضر
تقع قريتيّ كوك تبه في الزاوية الجنوبية الشرقية من كوباني بحوالي 55 كم ضمن منطقة تعرف باسم العمار الجديد.
سميت القريتين بهذا الاسم نسبة إلى التل الواقع في القرية الشمالية مع اختلاف في المعنى حسب اللغة، فمنهم مَن يرجع المعنى إلى اللغة التركية (العثمانية) ومنهم إلى اللغة الكردية، ولنعمق قليلاً في المعنى باللغة الكردية، كون القرية قرية كردية (كوك – Kok)، وتعني الأصل أو الجذر، أي الجزء السفلي أو الأسفل من شيء، أما كلمة (تبه) تعني العلو والارتفاع، فيما إذا لفظناها (غوغ)، والتي تعني مدور أو دائري، ومن هنا يمكننا القول أن التسمية جاءت من تل دائري أو تل كروي، ويمكن القول مجازاً التل العالي أو التل السماوي، أما سلطة حزب البعث فقد أطلقت على كل قرية اسماً، فمثلاً سمت كوك تبه الشمالي بالإبراهيمية، نسبة إلى جد الأنبياء إبراهيم الخليل، كون القرية من عشيرة شيخان في محاولة لتوجيه الأنظار نحو (الدين) بدلاً من القومية.
أما كوك تبه الجنوبي فسمت بتل أخضر، والملفت أنه لا يوجد أي (تل) في هذه القرية بل نسبة إلى تل القرية الشمالية لذلك نجد:
- في السجل العقاري: الإبراهيمية وتل أخضر.
- في الأحوال المدنية: كوك تبه وكوك تبه الجنوبي.
هناك قرية في محافظة أورمية في شمال غرب إيران تحمل نفس الاسم (كوك تبه)، ويقال بأنها قرية آشورية.
لم يتجاوز تاريخ السكن والبناء فيهما أكثر من 125عاماً، أما قبل ذلك التاريخ أي منذ 1850 كانتا تحت سيطرة أجدادهم وكانت المنطقة بمثابة محمية رعوية بموجب العرف العشائري، حيث كانوا يأتون إليها في الربيع قادمين من سهل سروج إلى (بريا برازا)، وتلك المنطقة كانت معروفة باسم (برية البرازية)، نسبة إلى اتحاد عشائر البرازية، وفي الشتاء كانوا يعودون إلى قرية (الزيارة) زيارة شيخ مسلم بالقرب من مدينة سروج.
ففي القرية الشمالية نجد آثاراً للآبار القديمة من دون معرفة تاريخ حفرها، ولكن هذه الآبار كانت موجودة لإرواء الماشية، ما زالت آثارها موجودة وبادية للعيان ولكن شبه مردومة وهذا الحال ينطبق على القرية الجنوبية أيضاً.
ففي القرية الشمالية نجد تل متوسط الحجم يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من القرية وهو أثري حيث عثر الأهالي على بعض اللقى الأثرية وزخارف وقرميد مكسر، وفي شمال التل نجد عدداً من الكهوف القديمة غير معروفة التاريخ وبعض هذه الكهوف مغلقة حتى الآن.
وكذلك كان فيها بئر يعرف باسم (بئر الأفاعي)؛ لكثرة الأفاعي فيه، وردم ذاك البئر من قبل الأهالي خوفاً من الأفاعي، يقال بأنها نوع من أنواع الأفاعي نادرة وعملاقة.
أما في القرية الجنوبية نجد بئر ماء قديم يقال بأن في أسفله كهف كبير جداً من دون معرفة حجم الكهف وبالقرب من البئر يوجد حفرة كبيرة جداً تشبه مستنقع حيث تتجمع فيها مياه الأمطار.
في مجمل الأحوال لم نستطع أن نصل إلى مبتغانا في البحث، إلا أننا وضعنا اللبنة الأولى لمن يوّد أن يقدم الأفضل والأنفع في خدمة الجيل المستقبل
إن المسافة بين قريتين أقل من واحد كيلو متر، وتتشابهان في أغلب الصفات من حيث الطبيعة والتضاريس.
حدود القرية الشمالية: من الغرب ناحية جلبية، ومن الشمال قريتي قازاني ورقاص الجنوبي، ومن الشرق قريتي كرك وشاربانية، ومن الجنوب كوتبه الجنوبي.
أما حدود القرية الجنوبية هي: من الغرب قرية خراب عشك، ومن الشمال قرية كوك تبه الشمالي، ومن الشرق قرية شاربانية، ومن الجنوب قرية كوج كميت.
أراضي قريتين متاخمة ومتشابهة ويفصل بينهما وادٍ كبير بالإضافة إلى وديان فرعية صغيرة تندمج مع هذا الوادي.
أراضيهما كانت سقي ونتيجة الظروف المناخية وانحصار الأمطار ساد الجفاف وجفت معظم الآبار الارتوازية ولم تبقَ سوى واحدة في القرية الجنوبية واثنتان في القرية الشمالية والآن تحولت إلى بعلية.
أراضيهما سهلية باستثناء الجهة الجنوبية فيها تلال وهضاب مرتفعة نوعاً ما، ويوجد أراضي قفر قراج في الزاوية الشمالية الشرقية من القرية الشمالية وشبه مرتفع.
أما في الزاوية الجنوبية الشرقية من القرية الجنوبية على بُعد 2كم هناك منطقة تطلق عليها اسم (جل جرنك) أي أربعون جرن، وهي عبارة عن حفر صغيرة محفورة ضمن الصخور، عددها حوالي أربعين حفرة، وكذلك بالقرب منها منطقة تسمى (تخت قل – Textê Qul) والى الغرب منها هناك كهف ضمن حدود القرية وبعض الكهوف الأخرى تقع ضمن أراضي قرية كوج كميت.
ففي الجهة الجنوبية من القرية الجنوبية هناك منطقة مرتفعة تسمى بـ (قوجا توب – Qûça Top).
تشتهر القريتين بالزراعة مثل القمح، الشعير، العدس والكمون، وسابقاً عندما كانت سقي (القطن، السمسم وفول صويا).
فيها أشجار قليلة جداً ففي القرية الشمالية هناك حوالي خمس هكتارات فقط مزروعة بأشجار الزيتون، أما في القرية الجنوبية هناك الفستق الحلبي والزيتون بأعداد قليلة جداً.
يبلغ عدد سكان القرية الشمالية ما يقارب (900) نسمة، أما الجنوبية حوالي (600) نسمة والقريتين أقرباء من أصول عشائرية عشيرة شيخان فخذ سرخوشات، وهم أبناء العمومة ومن القومية الكردية ويتكلمون اللهجة الكرمانحية أباً عن جد، ويمتازون بروح المحبة والتسامح وتربطهم علاقات اجتماعية متينة مع محيطهما من القرى المجاورة.
وكذلك تشتهر القريتين بوضع اقتصادي مستقر نوعاً ما كونهما من مالكي الأراضي بالإضافة إلى امتلاكهما لآليات زراعية من حصادات وجرارات وسيارات.
ومن الأمور المعروفة عن عشيرة شيخان أن لديهم طموح في استلام المناصب.
في البداية كانت هناك مدرسة ابتدائية في القرية الشمالية منذ 1970م حيث ترتادها التلاميذ من (كوك تبه الجنوبي، شاربانية ورقاص)، وبنائها كانت من (قبة) حتى عام 1993م، والآن هناك مدرسة حديثة في الجهة الشرقية من القرية.
أما في القرية الجنوبية تم استحداث مدرسة ابتدائية عام 2000م وهي حديثة أيضاً، حيث تم بنائها في الجهة الغربية من القرية وتخرجت من هذه المدارس أجيال من كافة الاختصاصات، والملفت أن عدد الذين يحملون الشهادات العلمية والمهنية أغلبهم من القرية الجنوبية وعدد سكانها أقل من القرية الشمالية ومن هذه الشهادات الطب، الهندسة، الآداب والعلوم الإنسانية، الصيدلة، الحقوق، المعاهد المتوسطة والثانوية العامة.
حال هذه القرى كحال سائر القرى الكردية حيث إهمال وتهميش متعمد مع ذلك تم تزويدها بشبكة الكهرباء والماء والطرق المعبدة ولا يوجد خدمات أخرى.
هناك محل تجاري (دكان) واحد فقط في القرية بالإضافة إلى محل حدادة وكومجي لتصليح الدواليب.