إدريس سالم
– 1 –
أنا محضُ ذاكرةٍ غارقةٍ بهيبة المكانِ واندفاعِ الزمان
تهيلُ رياحُ فلسفتي عليَّ هَباءَها
في عقوقي ورِهاني،
فتُعميني المجازاتُ؛ لأمشي ضريراً في سُندس الفردوسِ،
بينَ الأُذَينِ والبُطَين
متّكأً على خيوط شمسٍ غاربةٍ في نضْجها
حيث يتهادى عليه سربٌ من هواجس امرأةٍ
تطيعُني مرّةً،
وتطيحُني مرّاتٍ ومرّات.
أنا الهائمُ على وجهِها الضائعِ التائهِ
هناك في قيعان الاتّهامِ
والغيرةِ
والترصُّد...
وفي لحظة
أتوشّحُ ضحكتَها المذبوحةَ من إدانات مكسورةٍ،
وأشبّكُ عنفواني وتردّدي خلفَ الشبابيكَ والشُّرُفاتِ؛
أتصدّحُ صدى عضلة قلبها اليسرى بمخيّلتي
وهي تهرعُ في خرابي
تحيكُ فرحاً يكفكفُ غصّاتٍ خانَتْها الظنونُ والشكوك.
هُوّةُ الروحِ تلْأَمُ ممرّاتِها هنا وهناك
تحوّمُ حولي وحولَها
ونحن نسرقُ مواعيدَ من جدراننا الافتراضيّة
فتُنَبّئَني في فنجان قهوةٍ
لأنبّأَها على أوراق المَتّة
بينَما أنهلُ زُحَارَ إحباطاتٍ باهتةٍ
تتشاءمُ كعجوز خيّبَه حجرُ النَّرْدِ في رمية راعنة
لأحاولَ بلطخاتي القتيلةِ عبثاً
إيلاج السمّ إلى دماء الأقدار.
– 2 –
وأنا أيّها العُكّازُ المبلولُ بقلبي الملتوي عليه
امرأةٌ مجنونةٌ تسكنُه
شغَفْتُه، وشغفي وَحمةٌ
لا تفسيرَ لها ولا مبرّر
أموتُ واقفةً سامقةً؛
لا أريدُ لرائحة جثّتي المأسورةِ في هويّته أن تفوح
لهم الدنيا،
ولي راحةُ يدي اليسار
حيث هو، يتأمّلُني فيها.
16 كانون الثاني، 2021م
مرسين – تركيا