تشارلز سيميك: صوتٌ ينطق بالمنفى والأميركية معاً

 

إيمان أحمد

 

أنظر إلى بزوغ فجر الأمل، وإلى مغيب شمس الغد.

بروحك الأقحوانية أزرع بين شقوق فؤادي عقاقير شافية وقبلة على خدّ الانتظار، قبل تبعثره بين المسافات الفاصلة بيننا، وبين الوجع المشترك بداخلنا...

خذ من روحي تجاعيد الحزن وندبة مخالب الحنين، ومن يدي رجفة وتسرب في مسامات جلدي، مثلما قطرة الندى تتسرّب كما قال نزار قباني.

لا تدعني في المنفى، خذني مني إليك، فلم يعد بمتسعي تحمّل مما تبقى مني بغيابك عني.

لا تدع الدقائق وكل الأغنيات المشتركة بيننا تشتمني

لا تجعلني أراقص أحزاني على عتبة الألم بكلالة جسدي، بل راقص أحلامي على أضغاث الأحلام، قبل أن يندثر بين السراب.

خذ بيدي من بئر الأوهام قبل أن يعلن الاستسلام ثورته وتمرده الطاغي علينا.

لا تدع حصار الشوق يتوضأ من بحر خيالنا أو يتيمم من صحراء يأسنا ويطوف مرتعشاً نادماً حول هشاشتنا.

ضُمْ جسدي المرتجف شوقاً، واجعل لي من عينيك طلوعاً لفجري، قبل أن أهاجر من ذاتي إلى قعر غياهب الحب.